لبنان في قلب المواجهة.. تتهدّده عاصفتان

لبنان في قلب المواجهة.. تتهدّده عاصفتان
لبنان في قلب المواجهة.. تتهدّده عاصفتان
تحت عنوان لبنان بين عاصفتين، كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": خلاصة تقاطعت حولها القراءات السياسية والعسكرية لحدث اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، أنّ المنطقة على شفير مواجهة أميركية - إيرانية حتمية وكبرى، وأنّ لبنان في قلب هذه المواجهة تتهدّده عاصفتان سياسية وعسكرية.
 
نظرياً، وفق هذه القراءات، فإن لبنان، باغتيال سليماني، بات نقطة ردّ محتملة على خريطة مفتوحة، حتى وإن لم يكن يحتل رأس قائمة النقاط المحتملة للرد.

صحيح أن منطق الامور يجعل الأنظار تتجه إلى أماكن أخرى لرد إيران، وصحيح أن كافة المؤشرات تشي بأنّ القواعد الاميركية في العراق، أو ربما تلك المنتشرة في الخليج، ستحتلّ الأولوية في بنك أهداف «القصاص العادل»، كما وصفه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، إلّا أن ذلك لا يعني أن لبنان سيكون بمنأى عن "المرحلة الجديدة" في الصراع المفتوح.

في الحدّ الأدنى، يمكن توقع أنّ كلّ الآمال التي كانت معقودة على تسوية إيرانية - أميركية تنعكس إيجاباً على لبنان، قد تبدّدت. سيصعب على إيران، التي خسرت أبرز قادتها، أن تجلس حول طاولة واحدة مع الأميركيين، أو أن تخطو أيّ خطوة تفاوضية، كان يمكن أن يدفع باتجاهها قادتها السياسيون "المعتدلون".

بمعنىً آخر، يمكن اعتبار أنّ الصواريخ التي استهدفت قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في محيط مطار بغداد، قصفت في الواقع التسوية النووية، التي لا شكّ أنّها بدت منذ اللحظة الأولى مدرجة على قائمة "بنك الأهداف" الإيراني الأكثر احتمالية للردّ على المستوى السياسي، وهو ما ينسحب، بشكل أو بآخر على كافة الملفات السياسية التي يمكن أن تكون متصلة بجدلية الحرب والسلم، من سوريا والعراق، مروراً باليمن، وصولاً إلى لبنان.

لعل ما قاله نصرالله بشأن طبيعة الرد يشي بالكثير، يكشف عن طبيعة المواجهة في المرحلة الجديدة، التي يمكن رصدها، سواء في مضمون خطاب نصرالله، او بنظرة معمّقة إلى خريطة المواجهة، التي تبدو مندرجة تحت عنوانين:

- العنوان الأول، يمكن أن يُنظر إليه لبنانياً من زاوية إيجابية، وهي أن لبنان لن يكون في قلب العاصفة العسكرية، بالمباشر، خصوصاً أن نصرالله كان واضحاً في أمرين رئيسيين، هما أن "الجيش الأميركي هو الذي سيدفع الثمن" بقواعده وبوارجه وضباطه وجنوده، مع الحرص على التوضيح بأنّ "المدنيين" الاميركيين هم بمنأى عن الرد. إذا ما عطفنا على تخصيص نصرالله «الجيش الاميركي» بالذكر حصراً - حتى أن إسرائيل لم تُحدَّد كهدف مباشر - تركيزه على التفاعلات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية حالياً، وأهمها على الإطلاق مسودة قرار المطالبة بسحب القوات الاجنبية، بعدما انتهكت الولايات المتحدة بغارتها على موكب سليماني - المهندس الاتفاقات القائمة، مضافاً إليها تهديدات قادة الجمهورية الاسلامية وفصائل المقاومة في العراق للجيش الأميركي - حصراً كذلك - يمكن بالتالي حصر بنك الأهداف الذي كان مفتوحاً خلال اليومين اللذين أعقبا اغتيال سليماني على النحو التالي، ليصبح القواعد الاميركية في الشرق الأوسط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!