يفتح الأسبوع الجديد أبوابه على العديد من الملفات الاقتصادية والادارية، التي ستطبع أياحه بالعديد من الأخذ والردّ إضافة الى الملف "التراند" مكافحة الفساد. فمجلس النواب يتحضر لعقد جلستين الأربعاء والخميس المقبلين، الأولى لانتخاب أعضاء في المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، قبل ان يتحوّل إلى التشريع استناداً إلى جدول أعمال حافل باقتراحات القوانين المعجلة المكررة، من دون ان تكون مشاريع "سيدر" ملحوظة.
هل من جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع؟
هذا في مجلس النواب، اما في مجلس الوزراء، فتشير مصادر سياسية لـ"اللواء" ان الهدوء الذي اتسمت به الجلسة الثانية للحكومة، والتي انعقدت في السراي الحكومي الأسبوع الماضي، لا يعول عليه، على اعتبار ان جدول الأعمال خلا من ملفات حيوية أو ساخنة، حتى ان القرار الذي اتخذته بصدد إعطاء الأساتذة المتمرنين في كلية التربية ست درجات توصلت إليه الحكومة بعد نقاشات حامية بأكثرية الأصوات، لا توحي بالاطمئنان، خاصة وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ينوي الطلب منها إعادة النظر فيه بحسب ما رجحت بعض المعلومات بما يُؤكّد ان التضامن الوزاري سيكون مرّة ثانية، وربما ثالثة على المحك، سواء حيال إعادة النظر بقرار الدرجات الست، أو من باب التعيينات التي يتردد انها ستكون على جدول أعمال الجلسة المقبلة.
وافادت مصادر وزارية لـ"اللواء" انه يتم التحضير في المبدأ لجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع انما موعدها لم يحدد بعد، وليس مؤكدا ايضا انعقادها هذا الاسبوع الا اذا تم الانتهاء من جلسات مجلس التواب في خلال يوم واحد مشيرة الى ان الاعداد لجدول الاعمال قائم ولكن يبقى التأكد من موعدها في حين انه من غير المعروف ايضا ما اذا كانت ستعقد في قصر بعبدا او السراي.
تعيينات المجلس العسكري على نار حامية
وفي ما خصّ التعيينات، اشارت معلومات "اللواء" إلى ان الحكومة اقتربت من تحقيق تفاهمات بين اركانها على اطلاق الخطوات الاولى لمسيرتها عبر دفعة من التعيينات الادارية، وربما العسكرية اذا توصلت الاتصالات الجارية بين الرئيس سعد الحريري وبين وزيري الخارجية والدفاع جبران باسيل والياس بو صعب والقوى المعنية الى تفاهمات على تعيينات المجلس العسكري بأركانه الاربعة: رئيس الاركان(درزي) والاعضاء السني والارثوذوكسي والكاثوليكي. فيما علمت "اللواء" انه تم التوافق شبه النهائي على تعيين محمود مكية امينا عاما لمجلس الوزراء بدلا من فؤاد فليفل الذي احيل الى التقاعد.
وفي هذا الاطار، ذكرت المعلومات ان الوزير بو صعب على تواصل مع "اللقاء الديموقراطي"، فيما يتولى الوزير باسيل الاتصالات مع الاطراف الاخرى لا سيما الرئيس الحريري، من اجل التفاهم على سلة تعيينات متكاملة للمجلس العسكري في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، التي عادة ما تعقد في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية..
وقال الوزير بوصعب لـ"اللواء": ان التصور للمرشحين للتعيين أعضاء في المجلس العسكري بات جاهزا لديه، انما تحتاج الى الحوار والتوثيق مع المعنيين، رافضا الكشف عن الاسماء التي سيطرحها. وانه على تواصل مع عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور للتفاهم على اسم رئيس الاركان من بين اسمي عميدين درزيين مقترحين امين العُرم وغازي عامر.
دوكان غير متفائل
أما فيما يتعلق بمؤتمر "سيدر"، فقد تأكد في خلاصة الجولة التي قام بها السفير المكلف متابعة مؤتمر "سيدر" بيار دوكين، عكس ما أعلنه من لمسه ايجابيات واستعدادات لدى المسؤولين اللبنانيين للبدء بمسيرة الاصلاح، اذ أعلنها صراحة ان لبنان لا يملك ترف اضاعة الوقت. وقال للذين التقاهم إن المجتمع الدولي والمنظمات المساهمة في "سيدر" تريد "رؤية اصلاحات ملموسة خلال أسابيع، وإلّا فإن المساعدات الدولية ستصبح في مهبّ الريح". فالديبلوماسي الفرنسي، استناداً إلى مصادر مطلعة لـ"النهار"، استشعر ان لا خطة واضحة وموحّدة لدى الحكومة اللبنانية ووزاراتها، لكيفية تحقيق ورشة النهوض المطلوبة، على رغم المحاولات الجدية والمساعي التي يبذلها فريق رئيس الوزراء في هذا المجال.