اعتبرت مصادر سياسية تراقب مسار خطابات وممارسات حزب الله منذ دخول لبنان الفلك الرئاسي في أيلول الماضي، ان “الأمين العام للحزب حسن نصرالله، لن يخرج عن خط التهدئة الذي يلتزمه الثنائي الشيعي انسجاماً مع معطيات إقليمية ومحلية تحتّم الالتزام هذا، في المرحلة الراهنة، خلافاً لنهج التصعيد والتصلب الذي اعتمده في الانتخابات الرئاسية السابقة”.
وأشارت مصادر “المركزية” إلى أن “مأزومية ايران داخلياً وإقليمياً ودولياً، تشكل السبب الرئيسي في نمط التعاطي المنتهج من الثنائي الشيعي والمترجم في مجمل الخطابات والمواقف دعوات الى الحوار والاتفاق على رئيس توافقي، إذ يقف حزب الله في الصف الخلفي تاركاً لرئيس مجلس النواب نبيه بري التشاور والتواصل مع القوى السياسية المؤثرة في الاستحقاق الرئاسي، حتى انه لا يعلن للملأ تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويتستّر بورقة تين بيضاء في الجلسات الانتخابية لعدم كسر الجرة مع التيار الوطني الحر، ليس حرصاً على متانة التحالف المتشظي بقوة نتيجة مراكمة الخلافات بين الطرفين، انما أيضاً لعدم توتير الأجواء التي يريدها مستقرة راهناً في انتظار ما تنتجه التطورات الدولية”.
وأضافت المصادر، “تنبع من فقدان إيران أوراق قوتها تباعاً في الإقليم ودولياً تزامناً مع وضع اقتصادي بالغ الصعوبة يحاصر البلاد وموجة احتجاجات داخلية ترهق النظام، ولو ان إسقاطه لا يزال بعيد المنال وعلى الأرجح صعب التحقيق. بيد أن تداعياته انعكست ضغطاً وعقوبات دولية عليه وتدهور علاقاته مع أوروبا وتحديداً فرنسا التي كانت تشكل شعرة معاوية في التواصل مع العالم الغربي، الى جانب اتهام النظام أوروبياً بالوقوف الى جانب روسيا في الحرب ضد أوكرانيا ومدها بالمسيّرات والسلاح.”
وأكدت المصادر، أن “هذا الواقع يرتد على أحوال لبنان، إذ يبقى ورقة قوة وحيدة في يد طهران من خلال حزب الله، لذلك يتجنّب الحزب التصعيد خشية فقدانها. فينسحب من واجهة المشهد الرئاسي ويبتعد عن السجالات والصدامات، إلا للضرورة القصوى، ويقف خلف قرار فرنجية رئاسياً على قاعدة ندعمه ما دام هو لم يسحب ترشيحه، ويلقي كرة تهمة التعطيل في مرمى المعارضة باعتبارها ترفض الحوار كسبيل لبلوغ التسوية.”