أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي أنه “يجب علينا كنواب أن نسعى من اليوم ولغاية آخر الشهر ليكون لدينا رئيساً للجمهورية، بمعزل عن جميع التحليلات الموجودة”.
وأوضح في حديث صحفي أن الشعب اللبناني قال أي رئيسٍ للجمهورية يريد من خلال اختياره 67 نائباً يعتبروا نواب المعارضة على الرغم من أن لديهم تنوعاً كبيراً واختلافاً في خلفياتهم السياسية، ولكنه، اي الشعب اللبناني، انتخبهم تحت عنوانين أساسيين: السيادة ومكافحة الفساد. وبالتالي فإن اي رئيس للجمهورية عليه أن يتمكن من اتخاذ موقف في مسألة السيادة التي لو دخلنا في عمق مشكلة غيابها نرى انها الأساس في كل المشاكل المالية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها اليوم، إضافةً ألا يكون رئيساً منغمس بالفساد. وهذان العنوانان اي السيادة ومكافحة الفساد، هما العنوانان اللذان صوّت لهما غالبية الشعب اللبناني، على الرغم من كل الضغط الحاصل ان لجهة العنف او التزوير، وعجز الدولة عن ضبطه.
وأشار حبشي الى مسؤوليتهم كنواب في هذا الجسم المعارض إلى بلورة اسم رئيس للجمهورية يلبي تطلعات هذه الغالبية التي صوتت لنا. ولحظ هنا انه على الرغم من ان كتلة الجمهورية القوية هي أكبر كتلة بالمجلس النيابي ولديها اوسع تمثيل مسيحي، فإنها وتحملًا لمسؤوليتها ابعدت هذا الاستحقاق عن الشخصنة ولم تطرح اسم رئيس بل فتحت الباب امام جميع اطياف المعارضة لاختيار اسم تذهب مواصفاته لتلاقي خيار الشعب اللبناني. وكان الرأي بأن تطرح عدة اسماء داخل المعارضة للاستفتاء لنرى من سيحصل على أكبر عدد من الأصوات وبالتالي يصبح من الطبيعي ان تلتف حوله المعارضة.
وبلورت أول جلسة انتخاب في مجلس النواب ذهاب غالبية أصوات المعارضة بإتجاه المرشح ميشال معوض، الذي خاض الانتخابات الى جانب المعارضة والمجتمع المدني، ولا تطاله ملفات الفساد، وصوته عالٍ بالمسألة السيادية. لذلك وبحسب المسار الديمقراطي، وجب ان تتجه بقية اصوات المعارضة لإنتخابه.
وسأل، “هل من المنطق ان يطرح اسم في جلسة الانتخاب ليخرج بعدها صاحبه ويستنكر الامر عبر وسائل الاعلام وان احدًا لم يتكلم معه بهذا الموضوع؟”.
وأوضح حبشي أن ما نراه اليوم من النواب التغييريين هو رومانسية ثورية تؤدي الى سذاجة سياسية ليصبحوا كحصان طروادة. هذا الأداء يحتم القول انه لدينا نواب جدد وليس تغييريين لان التغيير هو نتيجة ملموسة وليس استباق. في حين نحن محكومون كنواب معارضة ان نقدم للشعب تغيير فعلي، وسننتظر لنرى إذا سيكون هناك تطور فعلي بهذا المفهوم خلال جلسة الخميس، وهل سيؤمن النصاب؟ وتاليًّا، سنرى اتجاه نواب المعارضة الى اين سيذهب لتتحدد على اساسه الخطوات اللاحقة، لأن لبنان بحاجة الى رئيس يخرجه من أزمته.
وعما يقال حول أن اسم قائد الجيش العماد جوزف عون يستطيع لمّ الشمل بهذا الخصوص، يجيب حبشي، بأن قائد الجيش لم يطرح نفسه بهذا الإطار حتى اليوم، كما ان هذا الامر لم يعد ممكنًا من اليوم ولغاية آخر الشهر لأنه بحاجة الى تعديل دستوريّ وهذا التعديل يتطلب تأمين اكثرية ثلثي المجلس النيابي. وكان موقفنا واضح منذ البداية ولم نعترض عندما طرح اسمه علينا، فممارسته في الفترة السابقة كانت ممارسة بميزان من ذهب حيث استطاع ان يوازي بين حق الثورة وشرعة حقوق الانسان ومنع الانزلاق الى الفوضى. فكل امتحان مر به لبنان بآخر سنتين كان يشبه بوسطة عين الرمانة وقادر ان يؤدي الى حرب، كان أداء الجيش اللبناني والقوى الامنية إداء دقيق جدًا.
أما بالنسبة للتواصل مع كتلة نواب السُنّة، أوضح حبشي، أن ما قاله عن نواب المعارضة يقوله عن نواب السُنّة الذين اتوا ايضًا عبر صوت اعتراضي على ممارسة السلطة، وبالتالي نستطيع ان نلتقط هذا الاستحقاق الرئاسي بيدنا ونعطيه بُعدًا لبنانيًا، من هنا دعوتي لهم بسيطة لأننا قادرون ان نصنع تغيير حقيقي يبدأ برأس السلطة التنفيذية، مع العلم بأن هذا الامر لا يعني انه بسحر ساحر سيتحسن البلد ولكنه على الاقل نكون قد وضعنا أنفسنا على الطريق التي تساعد في اصلاح الامور. وختم حبشي، لنتمكن من استعادة لبنان من أزمته لا بد من رئيس قادر على اتخاذ قرار، لا يخاف ولا يساوم معبرًا عن رأيه بصراحة ووضوح.