وألقى الرئيس الحريري كلمة بالمناسبة، قال فيها: "أعبر عن شكري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسمو ولي العهد على إيفادهما معالي المستشار في الديوان الملكي الأخ نزار العلولا ليكون معنا اليوم، تأكيدا على وقوف المملكة الدائم، قيادة وشعبا، إلى جانب لبنان واللبنانيين. والشكر موصول إلى معالي سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الأخ وليد البخاري، ولمؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة على تنظيم هذا اللقاء. والشكر لكم جميعا على حضوركم هذا المنتدى الذي يحمل اسم الطائف، الذي بات أبعد من مؤتمر رعته المملكة العربية السعودية، فوضع حدا لحرب أهلية، ووثيقة وفاق وطني شكلت دستورا جديدا للبنان، وتحول إلى نموذج لعديد من دول المنطقة التواقة للعودة إلى السلم الأهلي والأمان عن طريق التسوية السياسية".
أضاف: "أخيرا الشكر لكل واحد وواحدة من المكرمين اليوم، فأنتم رفاق درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على طريق إعادة الإعمار، الذي يتطلع لبنان إلى خبرتكم ومساهمتكم في مسيرة النهوض الثانية التي تنطلق اليوم بإذن الله".
البخاري: نحن قوم نذود عن سيادة لبنان واستقلاله
وألقى السفير السعودي وليد بخاري كلمة في المنتدى عينه قال فيها: "هناك حيث الشعلة، وعلى بعد أمتار من هذا المكان، حاولوا اغتيال لبنان... لبنان الرسالة... الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إنها الذكرى الرابعة عشر لإغتياله... ذكرى مشؤومة ليس على اللبنانيين فحسب، بل على العالم أجمع... نستذكرها مع الشاهد والشهيد. الشاهد على حرب أهلية واتفاق صان جوهر لبنان ووحدته، والشهيد لأجل لبنان وسيادته وعروبته.
اغتالوه لأنهم أرادوا دفن اتفاق الطائف، لكنه أصبح بإرادة الشعب اللبناني دستورا للجمهورية الناهضة من الرماد وحقول الموت والأسى. إنه رفيق الحريري الذي دفع حيا وميتا ثمن ترجمة تلك الإرادة وتحويل رماد بركان الحرب الى مادة من مواد البناء والإنشاء والنهوض والعمران على طريق إعادة لبنان بما يليق به وبأهله الكرام وبما يجعله مجددا منارة للشرق ومقصدا للغرب وأيقونة للعرب".
أضاف: "أيها الأحباء، نحن قوم نذود عن سيادة لبنان واستقلاله، لأننا نعتبر أنفسنا من لبنان ولبنان منا... لعبت بلادي، مهبط الوحي الإلهي وموئل البيت العتيق ودار الإسلام والسلام، دورا محوريا في مسار اتفاق الطائف، لكن اللبنانيين هم من ارتضوه واختاروه وجعلوا منه عنوان سلمهم الأهلي، وهم المؤتمنون على العمل بموجبه. لذا، أود أن أوكد لكم أن المملكة ضنينة على سلامة لبنان واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية".
وتابع: "أيها الأحبة، باغتيال رفيق الحريري اغتالوا وطنا، لكنهم لم يتمكنوا من اغتيال إرثه الباقي وإرادته الحية المشعة وسيرته النقية التي ستظل مثالا يحتذى به، وها هو نجله دولة رئيس الحكومة سعد رفيق الحريري يشكل امتدادا وحارسا لهذا النهج وحماية للبنان. ولا ختام، من دون أن نهنئكم على تشكيل حكومة انتظرناها مثلما انتظرتموها متمنين أن تكون بوابة خير عليكم وكلنا ملء الثقة والأمل بأن يتابع لبنان الغالي مسيرة النهوض مجددا بهمة أهله ومساعدة أشقائه وأصدقائه ليعود مجددا منارة ورسالة وعنوانا للسلام والإبداع والأخوة الإنسانية".
وختم: "دمتم بمشيئة الله وحفظه، رحم الله شهيد لبنان والعروبة الرئيس رفيق الحريري وحمى هذا البلد من الشر والضيم وأعز أهله بالأمن والرخاء".