أضاف: "بوصولك الى بيروت التي فاخر أحد مسؤولي إيران بأنها أصبحت تحت سيطرتكم من ضمن أربع عواصم عربية، نصارحك وانت لا شك تعرف، بأن نظرة جزء كبير من اللبنانيين لإيران هي نظرة المتوجس الدائم من سلوكها المدمر للبنان ولدولته ومؤسساته، ومن إستهانتها بوجوده ككيان وكدولة مستقلة، فأنتم تتوجهون في خطابكم الى الشعوب وتتجاهلون أنه يفترض بكم التعاطي مع الدول وفق الأصول، ربما يعود ذلك الى أنكم تتعاطون معنا كثورة معدة للتصدير، وتحاولون في الوقت نفسه إيهام العالم بأنكم دولة ملتزمة بالقانون، ألم يحن الوقت لتعود إيران الى السلوك الطبيعي، فتقتنع بأن طريقها الى المنطقة لا تمر بالمطامع والهيمنة وأن استثمارها في الفوضى والعنف عبثي لا محالة، وهو يرتد سلبا على الشعب الإيراني أولا وعلى دول المنطقة، ويضع ايران في خانة الدول المارقة والمعزولة وهو ما يحصل فعلا".
وأردف ريفي: "تأتي يا معالي الوزير الى بيروت على وقع كلام قاله السيد حسن نصرالله أقحم فيه لبنان رغما عنه في صراعكم مع العالم العربي والمجتمع الدولي، فكشف أن تسليحكم وتمويلكم للميليشيات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ما هو إلا لاستعمالها في مشروعكم على حساب هذه الدول ومصالحها واللافت أن من يبدون الإستعداد لتوريط بلدانهم في صراعاتكم من أجل النفوذ الإقليمي، صمتوا عن صمتكم حين عرضوا انفسهم وبلدانهم لتكبد أعباء حروب كان يمكن تفاديها، فلقد إمتنعتم يا معالي الوزير في حرب العام 2006 التي تعرض لها لبنان، عن تجريب صاروخ واحد بوجه إسرائيل، من مئات التجارب الصاروخية التي تقومون بها، وكذلك فعل النظام السوري، الذي لم يطلق على الجولان المحتل رصاصة واحدة. لقد وقفتم متفرجين واكتفيتم بالصواريخ الخطابية فيما كانت إسرائيل تدمر لبنان، أما اليوم فيتبرع من عرض لبنان للدمار فيما كنتم في صفوف المشاهدين، بأن يضع لبنان في مغامرة أخرى خدمة لمشروعكم المدمر، كأنه لم يكف لبنان ما دفع من أثمان في إنسانه واقتصاده وصورته أمام العالم".
وتابع: "كلمة وحيدة يا معالي الوزير، لبنان بلد مرت عليه احتلالات ووصايات كثيرة، ودفنت من ساحله الى جباله. إن صيغته التعددية هي مكمن ضعفه وقوته في آن، وإنسانه يلفظ الوصاية وخصوصا منها التي تمارس باستكبار، فلا يعتقد النظام في إيران أن ابتلاع لبنان ممكن، ويمكنك العودة الى التاريخ لتعرف أن ما من وصي أو محتل إلا وخرج من هذه الأرض يلملم أحلامه المنكسرة".
وختم ريفي: "زيارتك للبنان للمزيد من توريطه وتشويه ما تبقى من صورة دولته نعتبرها تحديا مرفوضا، فإذا كنتم تتوهمون أن وصايتكم ثبتت أقدامها، فهذا سيكون خطأ جسيما، فالإحتلال لا يصبح إحتلالا الا عندما يهزم إرادة الشعوب، وهذا أبعد ما يكون عن لبنان واللبنانيين".