ونجحت السيّدة الكولومبية، التي تجاوز عمرها الخمسين عاماً، في أن تحظى بمكان عند المنصة. وكونها من أصحاب الهمم، فقد وجدت نفسها في الصف الأوّل رفقة كبار الشخصيات.
وفور رؤية موكب البابا على الشاشات الكبيرة في طريقه إلى الاستاد، لم تستطع مارثا مغالبة دموعها، فهي كما تقول لـ"سكاي نيوز" تنعم "بكثير من النعم من الله لأنه منحها هذه الفرصة". وتشعر السيّدة بالإمتنان إلى دولة الإمارات، التي حرصت على استضافة القداس التاريخي للبابا في أوّل زيارة له لدولة خليجية. وقالت: "أشكر القائمين على تنظيم هذا القداس العظيم.. أنا محظوظة لأنني أعيش في هذا البلد".
ولا تملك مارثا أمنية خاصة لنفسها بعدما استطاعت القدوم لحضور القداس، فتقول: "أصلي من أجل زوجي وأولادي حتى يحظيا بالصحة والحياة السعيدة.. أمّا أنا فقد تحققت أمنيتي بالفعل".
وشعور مارثا لا يختلف عن آلاف الحاضرين الذين ملؤوا جنبات استاد مدينة زايد، ملوّحين بعلم الفاتيكان فيما صدحت حناجرهم بالترانيم. ومن أجل هذه اللحظة حالف الحظ السيدة السبعينية، كونجام، التي جاءت من الهند لتحضر القداس مع ابنها جون، الذي يعيش في أبوظبي مع أسرته الصغيرة.
وعبرت السيّدة الهندية، التي تكاد تحبس دموعها، عن أمنيتها بأن ينعم ابنها وحفيدها الصغير جيمس بالسعادة، قائلة: "أريد أن أراه بخير دائماً.. وأصلي من أجل أن يوفق حفيدي في دراسته".
أمّا جون، فقد اعتبر أنّ القدر عوضه عندما ذهب إلى الفاتيكان العام الماضي من أجل الصلاة في قداس، يرأسه البابا فرانسيس، لكن الحبر الأعظم كان مسافراً خارج البلاد وقتها. يقول جون: "هذا أمر لا يصدق.. أنا بالفعل محظوظ.. لم أعرف أن الله سيعوضني وسأحظى بفرصة الصلاة مع البابا فرانسيس".
ويعتبر جون أنّ القداس مناسبة عظيمة لكل الناس على أرض الإمارات، "هذا يوم استثنائي لنا جميعا ويشعرنا بالحب فيما بيننا.. كل الجنسيات هنا في الإمارات وكل الأديان يشعرون بالحب والفخر".
بيرنارد وزوجته مارتينا اختارا مكانا على حافة الصف في أرضية الاستاد، حتى يستطيعا رعاية ابنهما ذي الـ18 شهرا في عربته.
واستفاد الزوجان الألمانيان من إعلان الإمارات يوم القداس عطلة رسمية في القطاعين الحكومي والخاص لمن يريد حضور الصلاة، وحضرا ليحظى ولدهما بالبركة في هذا اليوم الاستثنائي.
ويقول برنارد "إنّه لشيء مذهل حقا أن نحظى بهذه الفرصة، تتزاحم الأمنيات في خاطري وفي مقدمتها ما يخص أسرتي وابني غوغو، لكن بالتأكيد أيضا أتمنى الخير للجميع في هذا البلد الرائع الذي نظم هذا القداس".
واستمع برنارد ومارتينا والسيدة كونجام وأسرتها والسيدة مارثا مع الآلاف من كافة الأجناس لعظة البابا، التي تطرقت إلى حياة الناس في الغربة عن أوطانهم، وكيف يمكن للإيمان أن يذلل الصعاب.
وتقول مارثا "لا أستطيع أن أعبر عن شعوري باللغة الإنجليزية جيداً لكنني أحظى ببركة الرب كوني هنا في أبوظبي وأحضر هذا القداس بكل سهولة ودون عناء".