كلام لودريان يتقاطع مع معلومات تشير إلى أنّ "ماكرون يتّجه إلى إرجاء زيارته المقرّرة إلى لبنان منتصف الشهر المقبل للمرّة الثانية على التوالي بسبب تأخير تشكيل الحكومة، والذي يُهدد بدوره بتبديد مساعدات مؤتمر سيدر، الذي جهد ماكرون لتأمينها لرفد لبنان بجرعات دعم مالية تخرجه من الازمات التي يتخبّط بها".
وما يُثير الريبة أنّ الخارجية الفرنسية لم تصدر حتى الآن أيّ بيان ينفي أو يؤكّد صحة ما أدلى به لودريان، أو توضيح ما يقصده إمّا بالإشارة إلى "تحوير"، أو أن تصريحه خرج عن سياقه.
إلّا أنّ مصادر الخارجية الفرنسية اكتفت عبر "المركزية" بالتذكير بما أدلى به لودريان أمام الصحافيين المعتمدين في الإليزيه لمناسبة حلول العام الجديد، حيث تناول الملف اللبناني بلهجة قاسية تنطلق من حرص فرنسي على إخراج لبنان من أزماته التي يتخبّط بها وعلى رأسها مسألة تشكيل الحكومة، إذ أكّد ما مفاده "أنّنا ومنذ أسابيع ننتظر تشكيل حكومة لبنان، لكن لم يحصل ذلك، وكل الإلتزامات المالية التي تعهّدنا بها خلال مؤتمرات الدعم الدولية، لاسيّما "سيدر" مهددة نتيجة التأخير بتشكيل الحكومة".
وفي السياق، أفادت مصادر ديبلوماسية عربية مُقيمة في فرنسا "المركزية"، بأنّ "تصريح لودريان اللافت بتوقيته ومضمونه، يحمل في طيّاته تخوّفاً فرنسياً من عمل عسكري جدّي تُعدّ له إسرائيل لضرب لبنان"، وتشير إلى أنّ "فرنسا مقتنعة بوجود عملية عسكرية كبرى تُحضّر في الكواليس الاسرائيلية لضرب لبنان من دون تحديد ساعة الصفر، لذلك هي تبذل اقصى جهودها لتجنيب لبنان هذه الكأس في وقت لا يزال تشكيل الحكومة اللبنانية يتعرقل والقوى السياسية تتصارع على تحديد حصتها الوزارية".
وتشير المصادر الديبلوماسية إلى أنّ "فرنسا تنطلق في اتصالاتها من نقطة تجنيب لبنان الضربة الإسرائيلية، من دقّة الوضع الداخلي الذي تصفه بـ"السوريالي"، وضرورة إعطائه المزيد من الوقت لإنجاز الإستحقاق الحكومي، لأنّ أيّ ضربة عسكرية في ظلّ الفراغ الحكومي ستزيد الأمور تعقيداً وتُكلّف البلد خسائر كبيرة".
وتشدد المصادر على "ضرورة تأليف الحكومة سريعاً من أجل فكّ أسر المساعدات الدولية، خصوصاً "سيدر"، لأنّ كلّما تأخّر التشكيل، تضاعفت المخاطر من تحويل المساعدات إلى بلد آخر لا يُعاني أزمات سياسية".