ويثير التقدم تساؤلات بشأن مصير اتفاق نزع السلاح الذي أبرم في أيلول بين تركيا وروسيا، والذي حال دون أن يشن الجيش السوري هجوماً على محافظة إدلب.
وتوسع "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، سيطرتها على المنطقة الخاضعة للمعارضة والتي تضمّ محافظة إدلب ومناطق مجاورة في محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وتقع إدلب في أقصى شمال غرب سوريا، وهي آخر معقل للمعارضة حيث تتمركز القوات التركية. وهي متاخمة لأراض تسيطر عليها المعارضة التي تدعمها أنقرة قرب الحدود التركية.
وانتشر الجيش الوطني، قوّة المعارضة الرئيسية التي تدعمها تركيا، على طول الجبهات القريبة من المتشددين ليصد أيّ هجوم لهم.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود إنّ المتشددين انتزعوا السيطرة على أربع قرى في سهل الغاب من مقاتلي معارضة منافسين يوم الثلاثاء.
وقال: "نطلب بدء العمل من قبل مكونات الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب حتى نحاول فتح محور جديد ونخفف الضغط عنهم بالمنطقة".
وذكر أنّ مقاتلي "هيئة تحرير الشام"، الذين بدأوا هجومهم الأسبوع الماضي، يستعدون للتقدم صوب بلدتي أريحا ومعرة النعمان في إدلب. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ معارك شرسة دارت في سهل الغاب. وأضاف أنه إذا سيطرت هيئة تحرير الشام على أريحا ومعرة النعمان وبعض القرى بينهما، فستكون قد سيطرت فعليا على كلّ إدلب.
وذكر المرصد وأحد السكان أنّ القتال يقع داخل منطقة عازلة أقيمت بموجب الاتفاق بين روسيا وتركيا على طول جبهات القتال.
وقال أحد سكان سهل الغاب إن الفصائل التي تدعمها تركيا: "لم يعد أمامها خيار سوى القتال حتى الموت".
وقال: "الفصائل محاصرة في منطقة صغيرة للغاية"، مضيفاً إنّ مكاسب "هيئة تحرير الشام" تسببت في نزوح بعض المدنيين صوب أراض تسيطر عليها الحكومة.