لماذا قرار الانسحاب الاميركي من سوريا هو الأكثر ضرراً؟

لماذا قرار الانسحاب الاميركي من سوريا هو الأكثر ضرراً؟
لماذا قرار الانسحاب الاميركي من سوريا هو الأكثر ضرراً؟

قال مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشرق آسيا كريستوفر هيل إن الصراع المحتدم في سوريا هو الأكثر تعقيداً في الشرق الأوسط، مشيرا في مقال بموقع "شانيل نيوز آسيا" إن "رهانات الحرب باتت عالية جداً لدرجة تورط مجموعة متنوعة من اللاعبين الخارجيين بما في ذلك روسيا وتركيا وإيران وحزب الله في هذا الصراع المعقد".

وتابع هيل أن "الصراع السوري يشمل قتال حكومة تناقض القيم الغربية، والجماعات الإرهابية المتطرفة التي استولت على المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق وحاربت للوصول إلى بوابات بغداد".

وانتقد هيل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا "التي تشهد في حقيقة الأمر العديد من الحروب، ومنها الحرب المعروفة لدى الرأي العام الأميركي وهي الحرب على داعش، ولكن ثمة حرب أيضاً من أجل إنقاذ عائلة الأسد التي تحكم البلاد منذ قرابة خمسين عاماً"، بحسب قوله.

وأشار هيل الى "صراع ثالث يشمل أكراد شمال سوريا، الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة لمحاربة داعش، ولكن جهودهم أثارت مخاوف القادة الأتراك من أن تشجع طموحاتهم أكراد تركيا على الحكم الذاتي".

ويقول كاتب المقال: "لا يشعر ترامب بالارتياح إزاء الفوارق الدقيقة أو التفاصيل، وللأسف لا يمتلك ترامب عقلية دولية ولا يدرك مغزى رسالة بقاء القوات الأميركية. وكان من الممكن التسامح مع ترامب الذي يجادل بأن المصلحة الأميركية الوحيدة في سوريا تتمثل في هزيمة داعش، ولكن لا يمكن تبرير قراره الأخير بسحب جميع القوات الأميركية بحجة إحراز الانتصار على داعش، فهو أمر خاطئ".

 

وأضاف هيل إن قرار ترامب يصب في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان حكمه كارثياً بالنسبة إلى سوريا، وقد أخفق الأسد باستمرار في التغلب على تعقيدات الأزمة، فضلاً عن نمو المشاعر القومية الكردية في المنطقة"، مشددا على ان "الانسحاب الأميركي ربما يكون الأكثر ضرراً لأنه حدث بناء على أوامر رئيس أميركي لا يعرف ما يفعله بوضوح وغير قادر على قياس أفعاله في ضوء الدروس المستفادة من التاريخ".

 

ويتابع الكاتب: "عادة يُنظر إلى السياسة الخارجية الأميركية باعتبارها وكيلاً أو وسيطاً ليس فقط لصرامة الرئيس وإنما أيضاً لمسؤوليته في استخدام جميع الموارد المتاحة له للتعامل شؤون الدولة والأمن القومي التي قد لا يراها الجمهور، ولكن ذلك لا يتوافر بالنسبة إلى ترامب، فقد باتت الأخطاء والتهديدات الاستراتيجية مرئية للجميع". 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!