كيف تصبح 'عرّافاً' وتستقبلك الشاشات.. إليك 'عدّة التوقع'!

كيف تصبح 'عرّافاً' وتستقبلك الشاشات.. إليك 'عدّة التوقع'!
كيف تصبح 'عرّافاً' وتستقبلك الشاشات.. إليك 'عدّة التوقع'!
حداد في قوى 8 آذار، حزن يلفّ مركز وسيلة إعلامية، تحركات واحتجاجات ودماء، اليونيفيل في ورطة.. هذه ليست عناويناً لنشرات الأخبار، ولا مانشيتات صحفية، هي "توقعات" قد تصيب وقد تخيب، من بطولة ليلى عبد اللطيف وميشال حايك وغيرهما من الشخصيات التي تتصدر الشاشات ليلة رأس السنة، حاملة قائمة من الصور التي التقطتها حواسها "الغامضة" على مدى العام!

عدّة الشغل في عالم التوقعات، لا تحتاج إلاّ لقراءة سياسية، ولقليل من الذكاء، ولبعض الروتوش الشكلية، التي تبدأ باللباس الرسمي، والنظرات الجدية، وتجاهل الابتسامة، والسرد الجذاب مع الموسيقى "الحماسية"، كل ذلك يرفع نسب الرايتينغ، ولذلك تتعاقد المحطات سلفاً مع هؤلاء "العلماء" في علم لربما هو علم الصور، وذلك نظراً لما يتم ترديده على ألسنتهم عن صور تتراءى لهم. كيف ولماذا؟ من يعلم؟

وفي قراءة سريعة للتوقعات الجديدة، نراها لا تعدو المعطيات البديهية، فاليونيفيل مثلاً شهد خضات عديدة في العام 2018، وهناك مسألة الأنفاق التي يدّعي العدو الاسرائيلي وجودها وتدميرها، فأن يكون اليونيفيل في "ورطة"، هذا لا يعدو تحليلاً لمجموعة من القراءات.
إلى ذلك فإنّ تصاعد الاحتجاجات المطلبية هي نتيجة طبيعية لما شهدناه نهاية العام، ولا داعي للقول أنّ تصادماً بين الجيش والمتظاهرين قد حدث بالفعل في الشهر الأخير من السنة الماضية، فماذا يعني أن يتكرر هذا التصادم؟ هل هذا في عالم الغيبيات؟

أما أنباء الحداد السياسي والإعلامي، فكيف يمكن أن يمر 356 يوماً في السنة دون حادثة وفاة في الوسطين، واللبناني أساساً إن لم يكن سياسياً فهو بطبيعة الحال إعلامي؟

توقعات "أسياد فلك"، على الرغم من الانتقاد الذي تطاله كل عام، ما زالت تجذب اهتمام المشاهدين، فتتحوّل منذ صبيحة اليوم الأوّل من السنة ولأيام متتالية، لمحور أحاديثهم في الطرقات والمقاهي، وترتفع بالتالي نسبة التخوّف والترقب، دون الالتفات إلى أنّ العديد منها (أي من التوقعات) قد خاب في السنوات السابقة، فكم مرة قالت ليلى عبد اللطيف على سبيل المثال، أنّ جان عبيد سيأتي رئيساً للجمهورية، ولربما ما زالت تقول. أيضاً. من يدري!

يبقى أنّ هذه الموجة، على ما يحيط بها من تساؤلات حول مصادر بعض المعطيات، تؤثر سلباً على الثقة بالأمن، وهذا ما دفع مجموعة من المحامين إلى التقدم بشكوى جزائية أمام النيابة العامة التمييزية ضد عدد من العرافين "الذين يحتلون شاشات التلفزة ويحققون الربح المادي على حساب زعزعة ثقة اللبنانيين باستقرار المجتمع أمنيا وسياسيا واقتصاديا".
وطلب المدعون في ختام شكواهم "منع العرافين من القيام بجرائمهم مجددا، كما وبإلزامهم بدفع تعويضات شخصية تخصص لتأهيل قصور العدل".

في الختام، هل يحق لنا أن نتوقع خلوَّ الشاشات اللبنانية في الأشهر المقبلة من العرافين، أم أنّ الرايتينغ لعبة تستحق المغامرة ولو "بالصورة" و"الرؤيا" و"القيل والقال".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!