وروت فاطمة رفسنجاني أنّ رجلين زاراها في مكتبها وحذراها من أنّ هناك من يريد قتل والدها، وقالت: "في تشرين الثاني من نفس العام، زارني رجلان في مكتبي بالجامعة، وزعما أنّهما من أبناء جبهات الحرب، وقالا بوضوح إنهما يعتزمان اغتيال والدي، وطلبا مني أن أبلغ والدي بهذه الرسالة". وقد أشارت إلى أنّها أخبرت المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بهذا التهديد.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية يوم 8 كانون الثاني، حيث أفادت بأنّ هاشمي رفسنجاني تعرّض لأزمة قلبية أثناء سباحته في مسبح "کوشك" التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام بالقرب من سعد آباد، ما أدّى إلى وفاته.
وأعلنت أسرة هاشمي رفسنجاني وقتها عن ارتيابهم في الوفاة، لكن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لم يلتفت لشكوك عائلة رفسنجاني وأغلق ملف القضية برمتها.
وبسؤالها عن الوضع الحالي لملف القضية في مجلس الأمن القومي، أشارت فاطمة إلى اعتقادها بأنّ المجلس أغلق القضية منذ أكثر من عام، حسب ما أخبرهم مسؤولو المجلس في آخر مرّة التقوهم فيها، مضيفة: "لكنني لا أعرف ما إذا كان الملف قد تم فتحه مرة ثانية من جانب رئاسة الجمهورية أو من أي جهة أخرى".
وكانت فاطمة رفسنجاني أفادت منذ أكثر من عام في حوار لها مع صحيفة "جهان صنعت"، بأنّ عناصر أمنية اقتحمت مكتب والدها في مجلس تشخيص مصلحة النظام يوم وفاته، واستولوا على كلّ الوثائق الموجودة في المكتب، وبينها آخر وصية كتبها، والتي لم تعثر عليها الأسرة حتى الآن.
وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الأسبق رفسنجاني تعرّض قبل رحيله في الثامن من كانون الثاني 2017، إلى ضغوط وانتقادات من رموز التيار المحافظ بسبب مواقفه من الأحداث السياسية في بلاده، ومنها احتجاجات عام 2009 التي اندلعت في أعقاب إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية، التي قُتل فيها العشرات من المتظاهرين الإيرانيين.
وأضافت ابنة رفسنجاني إنّ والدها كان يحتفظ في مكتبه بمجلس تشخيص مصلحة النظام بوثائق مهمة، وأنّها عندما ذهبت لجلب هذه الوثائق لم تجد شيئا منها، حيث سبقها الأمن واستولى على كل شيء، حسب قولها.
الوصية مفقودة
وحول وصية والدها التي لم تجدها عائلتها حتى الآن، قالت ابنة رفسنجاني: "الوصية التي تمّ نشرها عن طريق الإعلام الرسمي لم تكن وصية والدي الأخيرة ولا تزال وصيته الأخيرة مفقودة ونبحث عنها"، موضحةً أنّ والدها كتب وصية أخيرة قبل وفاته، أما الوصية التي تم نشرها فقد كتبها والدها قبل 17 عامًا، أي قبل اندلاع الخلافات مع التيار المتشدد، الذي أبعده عن كثير من مناصبه وصلاحياته ومن بينها رئاسة مجلس الخبراء.
وقالت فاطمة: "لم نجد أيّ أثر لوصية والدي الجديدة لا في مكتبه بمجلس تشخيص مصلحة النظام ولا في المنزل"، مؤكدة أن والدها كتب وصية جديدة بحضور والدتها قبل أربعة أعوام من وفاته.
وكانت فاطمة شككت في الأسباب المعلنة وراء وفاة والدها، حيث أعلنت مؤسسات الجمهورية الإسلامية أنه رحل إثر جلطة قلبية، وقالت فاطمة إن "الأدلة التي قدّمتها مجموعة من الأطباء عن أسباب وفاة والدي ليست مقنعة ومخالفة للحقائق المتوافرة لدينا".
تجدر الإشارة إلى أنّ خمسة من عائلة رفسنجاني منعوا من السفر خارج البلاد بحجة "امتلاكهم وثائق سرية حول النظام الحاكم في البلاد.