وتتمركز هذه القوات على تخوم منبج الغربية وعلى طول شريط يبلغ 70 كيلومترا، يمتد من غرب بلدة العريمة إلى شرق جرابلس ووصولا لضفة نهر الفرات الغربية، في المقابل اتخذ 17 ألف عنصر من فصائل المعارضة مواقعهم في البلدات المتاخمة لحدود منبج الإدارية، وذلك بحسب ما نقلت "سكاي نيوز عربية" عن شبكة "فرات بوست"
وذكر الموقع، أنّ نحو 5 آلاف مقاتل إضافي يحتشدون داخل الحدود التركية، وهم من أبناء تل أبيض ورأس العين والمناطق الشمالية الشرقية مثل الحسكة، وهم يتحضرون لإعلان جسم عسكري جديد برعاية تركيا.
وتشارك 3 فيالق مما يعرف بـ"الجبهة الوطنية لتحرير سوريا"، وهو تجمع للفصائل العسكرية السورية المنضوية تحت الراية التركية في الشمال السوري، وتضم العديد من فصائل "الجيش الحر"، أبرزها "فيلق الشام" و"لواء المعتصم" و"أحرار الشرقية" و"تجمع الشرقية"، ومقاتلين محليين كانوا ضمن عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات سابقا.
وبحسب الناشط السوري بهاء الحلبي فإنّ القوات المشاركة بالتعاون مع "الحليف التركي"، قد اتخذت مواقعها انتظارا لإعلان ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية.
من ناحية ثانية، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المتحالفة معها على مركز مدينة منبج والقرى المحيطة بالكامل، من خطوط التماس المنطقة الممتدة من شمال منبج حتى مدينة الباب غربها.
وتتمركز في هذه المنطقة قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية، وقوات حماية الشعب الكردية، وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي)، وقوات حماية المرأة الكردية وعدد من الفصائل المحلية.
كما ينتشر مقاتلون عرب ضمن فصيلي قوات النخبة التابعة لتيار الغد المعارض برئاسة أحمد الجربا وقوات الصناديد بقيادة شيخ قبيلة شمر حميدي الدهام الهادي الجربا.
وتتواجد في مركز منبج قوات أميركية، تقوم بتسيير دوريات في أنحائها، حيث تحافظ على النظام الأمني هناك منذ هزيمة داعش عام 2016.
وفي بلدة العريمة جنوبي منبج، تتواجد قاعدة عسكرية روسية أتاحت الفرصة لقوات الجيش السوري الانتشار في مناطق قريبة تمثل خطا فاصلا في الغرب والشمال بين الوحدات الكردية ومسلحي المعارضة السورية الذين تدعمهم تركيا.
ودخلت القوات الحكومية السورية بدعوة من وحدات حماية الشعب الكردية التي تخشى أن يفتح رحيل القوات الأميركية الطريق أمام هجوم تركي.
في السياق نفسه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ الهدوء الحذر لا يزال يفرض نفسه على منبج، مع استمرار رفع الجاهزية من قبل كل من الفصائل الكردية من جهة، والقوات التركية وفصائل المعارضة المتحالفة معها من جانب آخر، والذين يفصل بينهما قوات النظام التي انتشرت على خطوط التماس بينهما في ريفي منبج الشمالي والغربي، فيما لا تزال القوات الأميركية متواجدة في المدينة ومحيطها، وتسيِّر دورياتها بشكل اعتيادي في المنطقة.
وفي متابعة لهذه التطورات، أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأربعاء، انسحاب حوالى 400 عنصر من "الوحدات القتالية الكردية" من منطقة منبج في شمال البلاد، بعد أيام على انتشار القوات الحكومية فيها تلبية لدعوة الأكراد في مواجهة تهديدات تركيا بشن هجوم ضدهم.
يشار إلى أنّ منبج موقعا حساسا على خريطة الصراع السوري إذ تقع قرب نقطة التقاء ثلاث مناطق منفصلة تمثل مجالا للنفوذ التركي والأميركي والروسي، وما يتبعها من قوى محلية.