خبر، أكّد مقولة أنّ البعض "يقرأ الخبر من عنوانه"، فلم يتم التحقق مما جاء في موقع ناشيونال جيوغرافيك ولا من التاريخ، ولا من حقيقة التصنيف. بسرعة البرق، تحوّل الخبر إلى ترند، مقالات كتبت هنا وهناك، وانتصارات قطفتها مقدمات النشرات التلفزيونية والتقارير التي عرضت مساء اليوم!
خطيئة، وليس خطأ، فأن يقع كل الإعلام اللبناني، بمقروئه ومكتوبه ومرئيه، في "فخ"، فهذه كارثة، كارثة تؤكد أنّ النسخ واللصق هو عنوان الإعلام، وأنّ لا تحقق ولا تأكد ولا بحث ولا استقصاء، فهل جرّبت إحدى الوسائل الإعلامية أن تتواصل مع "ناشيونال جيوغرافيك" وأن تسألها عن المعايير، وهل فكّر التقرير التلفزيوني أن يوثق بماذا تميزت بيروت عن دبي التي غابت عن اللائحة!
لم يتساءل أي من هؤلاء، عن سبب غياب العواصم العربية المعروفة باحتفالاتها، وعن تقدّم بيروت، ولا عن اللغط بين المرتبة السادسة التي تبنتها إحدى المواقع والسابعة التي تبنتها مواقع ثانية، فكان النقل السريع وغير الدقيق للخبر هو "الأولوية".
ببساطة، بيروت ليست السادسة عالمياً ولا السابعة، وهذا لا يمحو روعة الاحتفالات، ولا يقلل من قيمة الحياة التي أضاءت سماء رياض الصلح، ببساطة ما نشر في الموقع ليس إلا تعديلاً لمقال سابق نشر في العام 2014، والتعديل أضيف في 31 كانون الأول 2018 أي قبل الاحتفالات.
هذا اللغط أوضحه الصحافي محمود غزيل الذي يتعقب الأخبار الخاطئة، فكتب في تدوينة على موقع "فيسبوك":
"عن بيروت ولائحة "ناشيونال جيوغرافيك":
- موضوع احتفالات رأس السنة خلا من أي ترتيب، وبالتالي لا يمكن القول إن بيروت حلّت في المرتبة السابعة، إذ يمكن أن تكون الأولى كما الأخيرة عالمياً.
- الموضوع نفسه كتب في 2014، ولكن آخر تعديل عليه تم في كانون الأوّل 2018، وبالتالي لا يمكن أخذ بعين الاعتبار احتفالات يوم أمس في وسط بيروت.
- في المقطع المختص ببيروت، يعود الفضل في الإشارة إلى العاصمة اللبنانية، لإعلان عن احتفالات رأس السنة نشر في 2017، ومن تنظيم مهرجان "سوق الأكل" ومدونة " NoGarlicNoOnions".
- ومن اللافت خلو اللائحة من ذكر لمهرجانات أبوظبي ودبي، حيث تم كسر أرقاماً قياسياً في العروض التي جرت في الاحتفالات، ما يدل على أن اللائحة غير قائمة على ترتيب عالمي".
يشار إلى أنّها ليست المرة الأولى، التي يغرق فيها الإعلام اللبناني في فخ الأخبار الخاطئة ففي العام 2014 تناقلت المواقع اللبنانية "دون بصيرة"، خبراً نسبته لصحيفة "وول ستريت جورنال"، ويتضمن تصنيف جبيل كثاني أجمل شجرة ميلاد في العالم!
هذا التصنيف كان بعيداً عن الواقع، ففي حينها اختارت الصحيفة شجرة جبيل كواحدة من بين أجمل 14 شجرة ميلاد في العالم، دون أن تحدد إن كانت الثانية أم الأخيرة!
يبقى السؤال، ألم يحن الوقت لأن يتحلى بعض الإعلام اللبناني بشيء من الدقة؟! فعلى سبيل المثال كان اليوم التأكد من "السكوب" قبل الهرولة إليه هو "السكوب" الحقيقي!
(نسرين مرعب)