منبج
وعندما لمح الرئيس رجب طيب أردوغان إلى عملية جديدة في 12 كانون الأوّل، كان يشير أولاً إلى منبج لإقفال فصل السيطرة على ممر إم 4 على الضفة الغربية للفرات. وهكذا، يمكننا القول إن الخطة التركية الأصلية كانت تطهير الممر حتى الطريق السريع إم 4 على طول الحدود. ومن الواضح أنه عقب المعاناة من أسوأ موجة هجمات إرهابية منظمة في تاريخها عام 2016، قررت تركيا التركيز على تطهير هذا الممر.
مشكلة الحدود
ولفت بيرقدار إلى أن تركيا تعاني من مشاكل هيكلية في ما يتعلق بأمن الحدود السورية. فقد حزب البعث السيطرة على الحدود الشمالية ولا يمكنه التحكم بها بشكل فعال. ويمكن المجموعات المسلحة والإرهابيين العمل على طول الحدود والتسلل إلى تركيا. وبرزت المشكلة الهيكلية منذ رسم الحدود عقب الحرب العالمية الأولى. فتلك الحدود رسمها المنتصرون على رغم الحقائق الموجودة على الأرض، وخط السكك الحديد الذي اختير ليشكل الحدود، تسبب ليس فقط في تقسيم مدنٍ وبلداتٍ وإنما أيضاً عائلات وعشائر بين تركيا وسوريا. وهذه الهيكلية المتراخية جعلت كل أنواع التهريب ممكنة، وبالتحديد البضائع والسلاح والمخدرات والاتجار بالبشر. وليس مثيراً للدهشة أن يكون الأشخاص القاطنين على الحدود قد حصلوا معيشتهم من التهريب على مدى عقود.
ضبط الحدود
وكشف بيرقدار أن التنظيمات الإرهابية كانت تستخدم مؤخراً هذه البنية التحتية. ويبدو أن تركيا مصممة على وضع حد لهذه الحلقة وأن تضبط الحدود وتقفلها بشكل فعال. وكان تشييد الجدار ونشر أنظمة الرقابة الإلكترونية وحفر الخنادق وتسيير الدوريات وإجراءات أخرى لضبط الحدود أموراً فعالة في العامين الأخيرين. لكن الحاجة إلى ضبط الجانب الآخر من الحدود لا تزال قائمة. وتكمن الفكرة هنا في العمل من أجل تأسيس مناطق قوية خاضعة لسيطرة المعارضة من أجل إيجاد توازن مع الأراضي التي يسيطر عليها الأسد. ودعم المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً لن يفي فقط بحاجات تركيا الأمنية، بل سيعزز أيضاً النضال السياسي لفصائل المعارضة السورية التي تم التخلي عنها منذ زمن، في منطقة تتمتع بالأهمية.
ومن خلال منع نشوء فراغ سياسي وعسكري، يقول الكاتب إنه يمكن لتركيا والولايات المتحدة خلق توازن وسلام دائم في سوريا بعد سنوات من الحرب الدامية. ويختم "قد يبدو هذا كأنه يشبه الحرب الباردة، ولكن نعم، يمكنه إرساء الأسس لسوريا الفيديرالية، التي ستتألف من سوريا الغربية التي يسيطر عليها حزب البعث مدعوماً من روسيا وسوريا الشرقية الديمقراطية التي تسيطر عليها المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة".