وبذلك، فإنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد حقق مكسباً سياسياً، مقدماً نفسه زعيماً يساعد ملايين المسلمين القادمين من سوريا، ولكنّ اليوم تبدلّت الأمور بشكل تبين إثره أنّ تركيا لم تكن مهيأة لإستقبال ملايين من اللاجئين السوريين، وهذا ما تطرقت إليه مطولاً مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وبحسب كاتبة المقال مولي أوتول، فقد "إرتفعت أجور السكن، وتضاءلت فرص العمل، وبدأ اللاجئون رحلة المعاناة. واليوم، مع دخول الحرب السورية عامها الثامن، يقيم أكثر من 3,5 ملايين سوري في تركيا، ما يجعل عددهم، حسب تقديرات الأمم المتحدة، الأعلى في العالم". وتضيف بأنّ روح الأخوة تحولّت الى عداوة، حيث يسود جو من التوتر المتصاعد عبر جميع المناطق التركية، "ويقارب عدد اللاجئين 550 ,000 إلى جنوب شرق البلاد، حيث يشكلون حوالي 30% من السكان. واليوم، وبدلاً من سياسة" الباب المفتوح"، يطلق جنود أتراك يحرسون جداراً حدودياً مع سوريا بطول 800 كيلومتر، النار عند اقتراب أي هدف من الحدود".
وتلفت كاتبة المقال إلى تفكيك الحكومة التركية حالياً معسكرات خاصة باللاجئين وإغلاق منظمات إغاثة غير حكومية وعيادات طبية، وتتابع: "مع إقرار المجتمع الدولي بتحقيق الرئيس بشار الأسد وحلفائه النصر في سوريا، بدأت دول مجاورة تحملت عبء استضافة سوريين، مع دول في الاتحاد الأوروبي، بترداد صدى تلك الدعوات. وفي ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحولت السياسة الأميركية من شعار "على الأسد أن يرحل" إلى "يجب عودة السوريين إلى بلدهم".
وبرأي كاتبة المقال، يواجه اللاجئون السوريون حالة خاسرة، فإذا "عادوا إلى سوريا، قد يجبرون على الخدمة العسكرية أو يواجهون الاعتقال والانتقام الطائفي، إضافة إلى انعدام الخدمات الأساسية وفرص العمل. وإن هم بقوا في تركيا، يواجهون حالة تشرد وعدم استقرار مستدام بالتوازي مع تحول سياسات محلية ودولية ضدهم".
وفي نهاية 2015، هرب أكثر من مليون لاجئ من تركيا إلى أوروبا، وتحولت حالة هجرة جماعية إلى أزمة سياسية.