بعد تدمير نفق خامس لـ"حزب الله" بالقرب من بلدة عيتا الشعب يوم أمس الأربعاء، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن "قرار وقف عملية درع الشمال حالياً بُني على افتراض أن أي تصعيد عسكري في الشمال، لن يخدم نتنياهو في إعادة انتخابه لولاية ثانية. ولذا، رفض الجيش الاسرائيلي استغلال نتنياهو لعملية درع الشمال لأغراض انتخابية. كما رفض الجيش انتهاء العملية، معلناً أنها ما زالت مستمرة، وما زال يواصل البحث عن أنفاق أخرى لتحييدها".
وتقول الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية مطلعة إن "الموضوع يثير شيئاً من التوتر بين نتنياهو والمقربين منه، وبين الجيش الاسرائيلي وبقية الأجهزة الأمنية".
وبحسب المصادر، تشكل تلك العملية أمراً بغاية الأهمية لأمن "اسرائيل". ورغم ذلك، قد يستغلها نتنياهو وحزب الليكود لكسب المزيد من التأييد الشعبي. وقد تزامن هذا الأمر مع استطلاعات رأي، أظهرت أن حزب الليكود سيبقى متزعما للمشهد السياسي في الانتخابات المقبلة بحصوله على 31 مقعداً من أصل 120 في الكنيست، رغم كون حوالى 52 بالمئة من الإسرائيليين لا يرغبون بإعادة انتخاب نتنياهو من جديد.
كما ذكرت "هآرتس" أن "نتنياهو اعتبر أمام أعضاء حزب الليكود في الكنيست أن إسرائيل تخلّصت تقريبا من سلاح انفاق حزب الله. وكان هذا التصريح بمثابة رسالة، عمل صانعو القرار في الحزب على بثّها في وسائل الإعلام لغايات انتخابية".
لكن في المقابل، وبينما يستمر الجيش الاسرائيلي في تأخير الإعلان الرسمي عن انتهاء عملية درع الشمال، تشير المصادر السياسية للصحيفة بأن رفض الجيش الاسرائيلي يرتكز على مبدأ أن لا فرق كبير بين القول أن تلك عملية قائمة بذاتها، أو هي عبارة مجرد روتين أمني.، لافتة الى ان "الجيش الاسرائيلي يرفض اعتبارها مجرد روتين أمني، بينما الأطراف السياسية تعتبر أن مسألة الكشف عن الأنفاق مجرّد عملية هندسية، وبأن جميع الاستعدادات الاستخباراتية تظهر أن حزب الله وافق على تدمير الأنفاق، ولن يقوم بأي ردة فعل ضد إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، بدا لافتاً أن الجيش الإسرائيلي عمد على تدمير ما زعم أنه نفق خامس لحزب الله، بعد ساعات قليلة على إكتشافه، وحتى من دون الانتظار لمعاينته من قبل قوات الدولية "اليونيفيل".