بعيداً عن كل ذلك، فاجأنا اليوم، الصحافي غسان سعود في مقال نشره عبر موقع "ريفرش"، يقول فيه بما معناه "لولا الرئيس ميشال عون... أين كنتم"، ويمنن سعود في سياق مقاله الحزب بالدعم الذي قدّم له التيار الوطني الحر وبتضحيات الرئيس عون والوزير باسيل لتكريس الأحادية الشيعية وكسر السنية.
لا يتردد سعود في مقاله الذي تحمّل مسؤوليته كاملاً، نقلاً عما قاله هو في الختام، من القول أنّ حزب الله هو "المعرقل"، مذكراً إياهم أنّ بوابة بعبدا مشرّعة وأنّ لغة الشبابيك لا تنفع مع العهد القوي!
مقال سعود، الذي حصر التمثيل الشيعي بحزب الله، مهمشاً حركة أمل، إذ قال أنّ وزير المال علي حسن خليل هو وزير الحزب لا "أمل"، وأنّ التوقيع الثالث الذي أصرّ عليه الثنائي الشيعي هو من المسببات التي تجعل هذه الحكومة حكومة حزب الله، معلناً من منبره أنّ الحزب ينتظر من الحريري أن يقدم له الأسماء ليختار نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم من يريد منها.
مقال غسان سعود، بما يحمله من دفاع عن العهد، واتهامات لحزب الله، جاء بمثابة المفتاح لمقدمة "نارية" أعلنتها قناة "رئيس الجمهورية" أي الـ"OTV" في نشرتها المسائية، وحملت عنوان "لولا الرئيس عون"، وبحسب المقدمة، فولا الرئيس لما كان هناك حكومة وحدة وطنية، ولما تخطى لبنان عتبة "حرب تموز"، لولاه، لما كان هناك حيثية لسليمان فرنجية، ولما كانت استقالة الحريري "قطوع ومرق"..
"لولا الرئيس عون" هو العنوان الجامع بين مقال أكّد صاحبه أنّه لم يلتقِ الرئيس عون منذ انتخابه، وأنّ علاقته مع الوزير باسيل لا تتخطى بعض الأنشطة الزراعية، وبين مقدمة قناة تكاد تكون الناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية، إن لم نقل "هي ذلك"..
باختصار، الصحافي غسان سعود لخّص بمقاله نقاشاً لبنانياً، بين مؤيد ومعارض، نقاش قالت قناة التيار الوطني الحر كلمتها فيه، وكأن لسان حالها يقول لحزب الله، الرئيس عون خط أحمر!