يشهد محيط مدينة الحديدة اليمنية منذ الخميس معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري من إيران.
تصعيد عزز المخاوف بشأن سلامة المدنيين وعمليات إيصال المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي تمر عبره غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية ويعتبر شريان حياة لملايين السكان.
واتهم الحوثيون المدعومون من إيران قوات التحالف والقوات الموالية للحكومة بالتسبب بتصاعد العنف، إذ لقي نحو 200 مقاتل حتفهم خلال الأسبوع الفائت في المعارك الدائرة للسيطرة على الحديدة.
ورغم هذه الخسائر، تعهد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي بعدم استسلام مقاتليه للقوات الحكومية المدعومة من السعودية. وقال الحوثي في خطاب متلفز "هل يعني اختراق العدو هنا أو هناك أو تمكنه من السيطرة على منطقة هنا أو هناك أننا سنقتنع أن نستسلم للعدو؟ أن نسلم له البلد؟ (...) هذا لا يكون ولن يكون".
في هذه الأثناء، دعت منظمات إغاثية دولية إلى إقامة ممرات آمنة للمدنيين مع اقتراب المعارك من مستشفيين في المدينة.
وأكدت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف) أنها "متخوفة" من أن يؤدي تزايد العنف إلى تعريض الجهود الإنسانية "المنقذة للحياة" للخطر.
وقالت رئيسة قسم الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة جولييت توما إن "القلق ينبع من أنه في حال توقف ميناء الحديدة عن العمل، فإننا كيونيسف لن نتمكن من جلب الإمدادات الإنسانية عبر هذا الميناء".
وبحسب توما، فإن المنظمة تمكنت في السنوات الماضية من نقل المساعدات الإنسانية إلى الحديدة عبر "قوارب صغيرة".
تواصل المعارك
وتتخوف المنظمات الإغاثية على مصير المدنيين، مع اقتراب المعارك من مستشفيين في المنطقة.
وقتل عشرات من الحوثيين والمقاتلين الموالين للحكومة في الساعات الأربع والعشرين الماضية في المعارك المتواصلة في محيط مدينة الحديدة في غرب اليمن، بحسب ما أعلنت مصادر طبية الأربعاء.
وأكدت مصادر طبية مقتل 27 حوثيا بينما قتل 12 من القوات الموالية للحكومة.
وكانت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" قالت في وقت سابق هذا الأسبوع أن العاملين في الحديدة "أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول/أكتوبر".
وحذرت اليونيسف الثلاثاء من أن المعارك تهدد حياة 59 طفلا يمنيا يتلقون العلاج في مستشفى الثورة في المدينة.
أوضاع إنسانية مأساوية
وحضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء الأطراف المتنازعين على "تجنب المدنيين والبنية التحتية المدنية" وبينها المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات المياه والكهرباء.
وقالت ميريلا حديب، المتحدثة باسم اللجنة في صنعاء أن "العائلات تقيم في المدارس- في كل قاعة صف هناك عائلتان أو ثلاث عائلات- ما يعني ما معدله 20 شخصا في الصف بدون أي شيء على الإطلاق".
وأضافت "تحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر كافة الأطراف على احترام القانون الدولي الإنساني.. والسماح بالمرور الآمن للمدنيين الراغبين بالفرار" من المناطق التي تشهد قتالا.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجهة الى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014.
فرانس24/ أ ف ب
نشرت في : 07/11/2018