وأضافت: "أيها الرئيس الشهيد، أخاطبك والقلب على لبنان الذي عشقته حتى الشهادة، والشوق إليك يسكن الروح ويعانق الأيام التي ما زالت تبكي الفراق الحزين. رفيق العمر والدرب، ما عساي أقول في يوم ميلادك وأنت الحاضر الغائب. وأي درب يسلكه العمر من دونك، والعمر ينسال مني دمعا وحنينا إلى من ملك القلب، وعانق النفس بالمحبة والوفاء. رفيق الروح، أي عيد هو هذا العيد وأنت البعيد في علياء لا يدركها، إلا الرجاء والدعاء".
وتابعت: "أعزائي الأحباء، الرابع عشر من شباط، يوم الاستشهاد الكبير، لم يكن موجها ضد لبنان وحده، بل كان يستهدف العالم الحر والإنسانية نفسها. نحن أدركنا ذلك منذ لحظة الإستشهاد الأليمة، وتعهدنا جميعا بالحفاظ على لبنان في مواجهة الإرهاب وسائر التحديات الصعبة. أين نحن اليوم من هذا الوعد؟ وإلى أين نذهب بلبناننا؟ نحن اليوم في مرحلة داخلية وإقليمية دقيقة جدا، وإننا أمام إستحقاق وطني حيوي، ما زلنا غير قادرين على تحقيقه، بالإتفاق على تأليف حكومة وطنية جامعة، تؤمن للبنانيين واللبنانيات حقهم في العيش الكريم، بسلام وأمن وأمان".
وأردفت: "أيها الأحبة، نحن اليوم في مواجهة المشاكل الحياتية التي ترهق كاهل الشعب اللبناني والتي لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والإصطفافات السياسية، بل بالوحدة الوطنية والعيش المشترك، من أجل توفير مقومات الحياة الأساسية للجميع من دون استثناء أو تمييز. والسؤال الأبرز المطروح اليوم على المستوى الحياتي هو أين نحن من أزمة النفايات المتفاقمة والتي أدت إلى انتشار الأمراض والأوبئة على امتداد أرض الوطن. إنه من حق شعبنا ومن حق أولادنا أن يعيشوا في بيئة سليمة نظيفة. والأهم أنه من حقنا جميعا أن ننعم بدولة تعمل مؤسساتها بالتعاون لصالح بلدنا الحبيب لبنان".
وقالت: "أعزائي الأحباء، أرسى الرئيس الشهيد رفيق الحريري قواعد الدولة الناجحة اجتماعيا واقتصاديا، ووضع تصورا إنسانيا مبتكرا لقدرات المستقبل وإمكاناته وآماله. ولقد جال العالم ليمد جسور التعاون والشراكة بين لبنان والعالم العربي والمجتمع الدولي حتى يصبح بلدا فاعلا وازنا. وللحفاظ على موقع لبنان، كما سعى إليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعمل واستشهد من أجله، فمن واجب الدولة وكل مؤسساتها، بل من واجب كل مسؤول يعتز ببلدنا هذا أن يأخذ بيد شعبنا ليرفع عنه الفقر والقهر، حتى يتمكن من العطاء والإبداع والمشاركة البناءة في قيام وطن أفضل وأكثر أمنا وازدهارا".
وأضافت: "أيها الأحبة، لأن الشوق يحملنا دائما للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولسماع صوته، اسمحوا لي أن أترك الآن الكلام لصاحب الذكرى، لأقول لكم بلسان حاله: ظروف العصر والعالم فلسفتها السير باتجاه النمو، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك. فالدولة الناجحة اقتصاديا هي التي تستطيع أن تحظى بثقة شعبها، وهي التي تستطيع إقامة تعاون مع العرب الآخرين، وصولا لمشاركة قوية في اقتصاديات العالم، وقراراته الكبرى. وأنا هنا أختار المدخل الاقتصادي، ليس تهربا من السياسة، ولا لأن لدي الخبرة في هذا المجال، بل لأن كل سياسة لا تؤدي إلى تحسين حياة الناس، وفتح الآمال والآفاق لمستقبل أفضل، لا يمكن اعتبارها سياسة ناجحة. إنه نداء الرئيس الشهيد رفيق الحريري لنقف جميعا أمام مسؤوليتنا تجاه وطننا سيرا على النهج والمسيرة التي خاضها شهيد الوطن الكبير مع شعبنا الحبيب، وصولا إلى بناء الدولة الناجحة التي تضمن حقوق شعبها. ويبقى الدعاء لله عز وجل أن يتغمد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار بواسع الرحمة والمغفرة، وأن تنجلي الحقيقة حتى نطوي حقبة سوداء من الإفلات من العقاب ونكمل الحلم والمسيرة في كنف دولة آمنة زاهرة، بإذن الله سبحانه وتعالى، كما أرادها وعمل من أجلها شهيدنا الغالي الرئيس رفيق الحريري".
وختمت: "لكم مني يا شعبنا الحبيب أطيب التحيات والتمنيات بمستقبل زاهرٍ عنوانه النجاح والإستقرار وإصلاح ما نحن عليه لنا ولأولادنا ولأجيالنا القادمة، ولينعم الله علينا جميعا بالخير والبركة إن شاء الله".