إيلده الغصين – الأخبار
في «ذهول» تام اكتشف البلد أمس، ومعه المواطن «السعيد»، أنه يملك فصلاً شتوياً تهطل فيه الأمطار وتهبّ خلاله العواصف. بدقائق معدودة وبفعل عاصفة ــــ لم تلحق أن تهبّ مرتين ــــ «خرب» البلد واستعيدت المشاهد المألوفة نفسها عند كلّ «شتوة». لم يدم زخم العاصفة الموعودة أمس، إلاّ «دقائق» أحدثت خلالها أضرارا فادحة في المباني والطرقات والسيارات… وطيّرت معها السقالات «المهزوزة» في البلد «المهزوز» أصلاً. أخذت الرياح بدربها ما تيسّر من سقالات بناء ونوافذ وواجهات العديد من المحال التجارية. في بيروت، أقفل شارع الحمراء الرئيسي وحوِّلت وجهة السير إلى طرقاته الفرعية خوفاً من سقوط إحدى السقالات. كذلك أُقفل طريق الجناح باتجاه الرملة البيضاء لبعض الوقت بسبب انهيار سقف أحد الأبنية. أما الكارثة الكبرى فكادت تحلّ بثانوية التنشئة الوطنية الكبرى في محلة الجناح التي نجت من ألواح حديد وهنغار دفعتها الرياح إلى مدخلها من على بناية قبالتها. في الروشة أيضاً سقطت سقالة بناء أحدثت أضرارا جسيمة في السيارات المركونة على جانبي الطريق. في ما عدا «هزّة» السقالات، اخترقت حبّات البَرد من الحجم الكبير السيارات وزجاج المباني وغطّت الشوارع. بدورها دخلت المياه «سقف» كليّة الصحّة العامة في الجامعة اللبنانية، اخترقت زخّات البَرَد السقف الزجاجي لأحد المولات بينما تجمّعت السيول على أوتوسترادات شارل حلو وانطلياس وجل الديب وسواها. وسُجِّلت انزلاقات للسيارات وحوادث، في وقت نشطت فيه حسابات مواقع التواصل برصد «الكارثة» ونشر الفيديوات والصور. العاصفة مستمرة إلى اليوم وفق مصلحة الأرصاد الجويّة وتحذيرات قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني لتجنّب الأسوأ، في بلد إن هبّت فيه عاصفة عطبت ما بقي من بنى تحتية وكشفت سوء الشروط التي تعمل بها شركات البناء مهدّدة حياة المواطنين والمارّة.