صحيفة الأخبار
سُرّبت تسجيلات صوتية لعضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة حسن الريّان يزعم فيها تكليفه من قبل قيادته بتنفيذ تفجيرات في مخيم عين الحلوة. تحدث الريان عن مخطط لضرب المطار بصاروخ وعن اغتيالات نُفِّذت واستهداف لمناطق مكتظة في المخيم. غير أنّ مصادر الأجهزة الأمنية على اختلافها لم تُعِر التسجيلات أي قيمة، مشيرة إلى أن الموقوف الريان قد يكون سجّلها لابتزاز المسؤول العسكري والأمني للجبهة الشعبية باتر النمر المعروف بـ«أبو راتب»، لا سيما أنّ جميعها سجّلها الريان متحدثاً فيها عن تكليفه، لكن لم يُنشر أو يُعثر على تسجيل واحد يُظهر هذا التكليف.
ضجّ مخيم عين الحلوة بمخطط إرهابي للتفجير افتُضح أمره عبر تسجيلات صوتية مُسرّبة بصوت عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة حسن الريّان. المتهم بالوقوف خلف هذا «المخطط الإرهابي» هو المسؤول العسكري والأمني للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة باتر نمر المشهور بـ«أبو راتب». هذه التسجيلات جرى تداولها عبر مجموعات الواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي وبين قاطني مخيمي عين الحلوة وبرج البراجنة. غير أن اللافت أن جميعها سُجِّلت بصوت حسن الريّان الذي أوقفه الأمن العام قبل أسابيع بعدما كان مطلوباً بموجب ١٨ مذكرة توقيف وبلاغ بحث وتحر، ثم أحيل على مديرية المخابرات في الجيش. وهذا ما دفع المصادر الأمنية إلى التقليل من أهمية هذه التسجيلات ووصفها بأنها «غير جدية». لا سيما أنّها صادرة عن شخص واحد هو حسن الريان الذي يوجد خلاف شخصي بينه وبين أبو راتب. أضف إلى ذلك أنه سبق أن اتُّهم بسرقة أسلحة من القيادة العامة وبيعها. كما أن مسار بقية التسجيلات التي جرت بين الريان نفسه وعناصر في القيادة العامة والأمن الوطني تُبين أن الريان هو من يتولى الحديث عما زعم أنّ أبو راتب قد كلفه به. ليس هذا فحسب. الجوقة الإعلامية التي تلقّفت هذه التسجيلات على رغم تشكيك الأجهزة الأمنية فيها، يكشف عن حجم المخطط الذي يحضر لضرب الأمن والاستقرار للإيحاء بأن هناك ارتباطاً بين القيادة العامة وحزب الله والدولة السورية يحضر لمخطط تهجير الفلسطينيين.
في التسجيلات التي جرى تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعاودت قناة «العربي» القطرية نشر جزء منها، يتوجه حسن ريّان في التسجيلات إلى أبو راتب مطالباً إياه بتقديم استقالته. ويرد في أحدها (ينطلق من عملية توقيف استخبارات الجيش لأشهر المزوّرين في عين الحلوة المدعو حسن نوفل المشهور بـ«حسن الحكيم» قبل أسبوعين) اتهام الريان لأبو راتب بأنّه كان ينوي اختطاف «حسن الحكيم» لتسليمه إلى الأمن العام، لكون الأخير زوّر جواز سفر للشيخ أحمد الأسير. في التسجيل نفسه يعاتب الريان مسؤوله أبو راتب على مخططه اختطاف الحكيم لأنّ للأخير تاريخاً حافلاً بعدما كان قد «صفّح سيارة أحمد جبريل»، بحسب ادعائه. ويزعم أن أبو راتب دفع لمأجورين لإطلاق النار عليه للادعاء بأنه تعرض لعملية اغتيال. وذكر الريان أن أبو راتب خطط لرمي صاروخ على المطار قائلاً: «لا أعلم ما هي غايتك. بدك تلمع؟ كيف صلعتك عم تلمع. انت بدك تلمع. إذا بتحكي، بفتحلك ملفات الاغتيالات كلها». كذلك تحدث عن وصول سيارة رباعية الدفع محملة بـ ١٦ عبوة ناسفة مرسلة إليه من أبو راتب بهدف تفجير السوق في مخيم عين الحلوة. وسأل الريان في التسجيل: «ليش بدي فجر المخيم… هل هول النسوان عملاء عم يشتغلوا مع اليهود… إذا كانوا كذلك، أخبرني». وهذا الواقعة المفترضة لا يوجد أي دليل على حصولها سوى ادعاءات الريان الذي تحدث عن وصول سيارتين على متنهما مقنعون دخلوا إلى المخيم موفدين من أبو راتب.
اتصلت «الأخبار» بأبو راتب الذي رد مستهزئاً على اتهامه بالسعي لتفجير المخيم، متهماً الريان بسرقة كمية كبيرة من السلاح وبيعها لفصائل إسلامية، وكاشفاً أن القيادة العامة أبلغت القوى الأمنية اللبنانية لتوقيفه. وتحدى أبو راتب أي أحد أن يقدم أي وثيقة أو تسجيل أو دليل يدينه. وفي أول تعليق للقائد العسكري العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالد جبريل قال لـ«الأخبار»: «يبدو أن بعض الإخوة اللبنانيين لم يتعلموا من تجربة شهود الزور».
وفيما تحدثت مصادر فلسطينية عن دافع الانتقام الشخصي، برز لافتاً إجماع الأجهزة الأمنية اللبنانية بمختلف توجهاتها على تسخيف ما نُشر وعدم إيلائه أي أهمية، إذ وضعت مصادرها ذلك في إطار تصفية الحسابات الشخصية للريان.