وأوضحت الصحيفة أنّه ينبغي على المظاهرات أن تتأقلم مع عالم التباعد الاجتماعي، حيث لا تشجع فيه على المظاهرات الكبيرة وتحظر في بعض الأماكن، قائلةً: "ولكن الجائحة لم تنه المظاهرات الكبيرة ولكنها غيرت شكلها".
ومعظم هذه المظاهرات تعلقت بفيروس كورونا بشكل أو بآخر، وكثير منها حصل على شكل مجموعات صغيرة أو من شرفات المنازل أو سيارات، في جهد واضح للحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي".
وتابعت: "ولكن ليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي تأقلمت المظاهرات فيها مع الوضع الجديد. فحول العالم تعلم المتظاهرون كيف يمكنهم الحشد مع الحفاظ على المسافة بينهم؛ ففي البرازيل لجأ الملايين إلى طرْق الأواني والقدور من نوافذهم ومن شرفات منازلهم للتعبير عن استيائهم من طريقة تعامل الرئيس جايير بولسونارو مع الجائحة. وفي لبنان الذي ظهرت فيه المظاهرات قبل ستة أشهر، عاد الناس إلى الشارع، ولكن هذه المرة في سياراتهم".
وأضافت: :وحركة المناخ التي جذبت الملايين في مظاهرات في أنحاء العالم العام الماضي، وجدت حلا من الحيز الرقمي حيث استضافت حملة "حشد رقمي عالمي"، لمدة ثلاثة أيام هذا الأسبوع في ذكرى يوم الأرض. وشجعت الناشطة المناخية السويدية غريتا ثانبيرغ التي تقول التقارير إنها عانت من أعراض كوفيد-19 الشهر الماضي، شجعت متابعيها أن "يتأقلموا مع الظروف الجديدة" بالتحول إلى الإنترنت.
وتعرف مجموعة من الأكاديميين البريطانيين والأميركيين على أكثر من 100 أسلوب جديد للنشاط غير العنيف تم تبنيها خلال الجائحة، بما في ذلك المظاهرات في السيارات، إلى الإضرابات العمالية، إلى مقاطعة الزبائن".
وفي هذا الصدد، علقت الصحيفة: "بالطبع هناك فروق واضحة بين المظاهرات الحقيقية في الشارع والبدائل الرقمية. والفرق الواضح هو أن الحملات الرقمية ليس لها أثر مظاهرات الشوارع نفسه. ومع أن المظاهرات الرقمية يمكن أن يشاهدها أي شخص في أي مكان في العالم، ولا يمكنها أن تتسبب بالتعطيل مثل مظاهرات الشوارع، فمن لا يريد مشاهدة المظاهرات على الإنترنت يمكنه عدم مشاهدتها".
وأردفت: "ومع ذلك، فإن إبقاء الحراك رقميا بشكل كامل له فوائد. فعلى عكس المظاهرات التقليدية لا يحتاج المتظاهرون طلب الإذن من الحكومة بالتجمع والتظاهر، وليس عليهم خشية مواجهة الشرطة، كما أن الجغرافيا لا تحكمهم؛ فالمظاهرات الافتراضية يمكن أن تشمل مدينة أو بلدا أو حتى العالم، اعتمادا على من يشاركون. ومنصات التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار الرسائل بشكل أوسع وبسرعة أكبر مما كان ممكنا من قبل. ومع أن الإنترنت يوفر بديلا لحركة الاحتجاج، إلا أن النشاط الرقمي لا يمكن توظيفه بسهولة في كل مكان، وخاصة في الأماكن التي لا تعتبر فيها المظاهرات في الشارع طريقة لإعلان المعارضة ولكنها الصيغة الغالبة. وذلك هو الحال في الجزائر حيث تم الشهر الماضي إلغاء المظاهرات التي كانت تقام مرتين في الأسبوع ضد النظام المدعوم من الجيش، لأول مرة خلال عام تطبيقا لإجراءات الإغلاق. ومنذ ذلك الحين، فرضت الحكومة الجزائرية حظرا على المظاهرات لمدة عام، وقامت بسجن العديد من المشاركين في حركة الاحتجاج، مما جعل الناشطين الحقوقيين يتهمون الحكومة الجزائرية باستغلال الجائحة لقمع المعارضة".
وعليه، خلصت الصحيفة: "شكل المجال الرقمي بديلا آمنا للمظاهرات الواقعية. ولكن في بعض الأماكن في العالم فإن المجال الرقمي ليس أقل خطورة. وهذا صحيح في الدول الاستبدادية، حيث الرقابة على الإنترنت".