أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

العيد في العمارة: «ما حدا عمِلنا شي بالمتن غير أبو الياس»

العيد في العمارة: «ما حدا عمِلنا شي بالمتن غير أبو الياس»
العيد في العمارة: «ما حدا عمِلنا شي بالمتن غير أبو الياس»

ناتالي إقليموس – الجمهورية

 

«مار الياس بسيفو يحميك»، «يطوّل عمرَك أبو الياس»، «يا جبل ما يهزّك ريح»… هتافات من القلب صَدح بها المتنيّون الذين غصّ بهم مبنى عمارة شلهوب طوال يوم أمس. كلّ من عرف دولة الرئيس ميشال المر من قريب أو بعيد أتى مهنّئاً بالعيد، وليؤكّد بأنّ أهل «الوفا ما ماتوا»، وأنّهم أوفياء لمن وقفَ إلى جانبهم منذ العام 1968، وأنّهم سيُبادلونه الوفاء في 6 أيار في صناديق الاقتراع.

وفودٌ شعبية، رؤساء بلديات، أعضاء مجالس بلدية، مخاتير، رجال دين، عائلات، شبّان وشابّات، صغار وكبار، نساء ورجال، من الساحل والوسط والجبل، ومن الطوائف كافة، أمّوا مكتب دولة الرئيس ميشال المر رئيس لائحة «الوفاء المتنية»، ولسانُ حالِهم واحد «لمّا يوقف حدّنا، ما حدا قدّنا».

يوم إستثنائي عاشه مبنى العمارة؛ على مدى 4 ساعات متواصلة، وقف «ابو الياس» بابتسامة دافئة يستقبل المهنئين، يشاركه فيها ابنُه دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الأسبق الياس المر، الذي أضفى حضورُه نكهة خاصة، وجوّاً عائلياً خالصاً أحاط به «حجّاج» العمارة، وعبّر عنها بالانسجام الكامل مع القادمين من جهات المتن كلها، ودون الوقوف عند ايّ حواجز أو اعتبارات أو بروتوكولات.

«أبو الياس»، بقامته الهادئة، وابتسامته التي لم تفارق وجهه، كان في صدر الدار في انتظار المحبّين، يلتقط معهم الصور، يُبادلهم التمنيات، ويستمع إلى مطالبهم، مشجّعاً لهذا، ومباركاً لذاك، مطمئناً على ذاك. كيف لا وهو الساهر على كل «شاردة وواردة» في المتن، والمُلمّ بتفاصيل المتنيين واحتياجاتهم. فيما الأهالي يؤكّدون: «المتنيون لا يشربون من البئر ويرمون الحجارة فيه».

لم يكن الوصول أمس، إلى مبنى عمارة شلهوب – الزلقا، بالأمر السهل، المنطقة شهدت تظاهرة من نوع آخر، إذ ضاقت كل الشوارع المؤدية الى العمارة، بالسيارات، ومواكب المحبين، الكل يُريد مُعايدة «أبو الياس». محبّون، مُعجبون، مؤيدون، كلّ عبَّر على طريقته، منهم مَن ارتدى قميصَ «حلو الوفا»، آخَرون نظموا مواكب سيارة تحملُ صوَراً له.. ولسان حالهم يؤكّد: «كيف لا نكون أوفياء مع من لم يترك المتن وأهله يوماً، ومن كان وفياً وحاضناً للجميع في كلّ المراحل».

مُعظم الذين التقتهم «الجمهورية»، أكّدوا: أنّ الضغوط وأياً كان حجمها او مصدرها، لن تؤثرّ في وفائهم، ولا في ولائهم، وأنّهم على الوعد صامدون، وكما أتوا ليعايدوه بعيد الفصح سيأتون بعد السادس من أيار المقبل ليباركوا له بالفوز في الانتخابات النيابية، فبالنسبة لهم «ما حدا عمِلنا شي بالمتن غير أبو الياس».

«قلبو مفتوح قبل بابو»

كلّ من يُراقب الأهالي الذين أتوا للمعايدة، سرعان ما سيُلاحظ بأنّهم كباراً وصغاراً معتادون على جدران العمارة وطوابقها، إذ يتنقلون وكأنهم في منزلهم، وهذه الراحة النفسية لم تكن لتتشكَّلَ لديهم لولا الثقة المتبادلة والمحبة التي يلقونها في كلّ مرّة يقصدون بها «دولتو» على مدار السنة، إذ لم يدخله يوماً أحد ويخرج خائباً.

فمكتبُه بـ«العمارة»، لطالما شهد زحمة المتنيين واعتاد على وجوههم، ولطالما كان الشاهد الوحيد على خدمات صاحبه، المكتومة الصدى، فـ«أبو الياس ياما خدمنا وما كانت تعرِف إيدو الشمال شو بتعمل إيدو اليمين، يخدم المسلِم والمسيحي وما يفرّق» يقول رَجل كهل من المتن. فيما أحد كبار العشائر: «يا عمّي قلبو مفتوح قبل بابو»، مضيفاً: «هوّي ربّ الخدمات».

وما يَلفت الانتباه في مكتب «أبو الياس» المليء بالكتب والموسوعات، صورة كبيرة للقدّيس شربل، تُظهر إيمانَ هذا الرجل الذي لم تزعزعه سلطة ولم تخفّف منه زعامة، أوَليس هذا الايمان هو من خلّصه ونجلَه من محاولتي اغتيال؟.

كيف بدت الأجواء؟

من الدكوانة، من أنطلياس، من ديك المحدي، من بتغرين، من نابَيه، من شرين، من شويّا، من العيون، من بيت شباب، من عيرون، من العطشانة، من مرجبا… توافد الاهالي واحتشدوا، إحدى النساء اللواتي أبت الانتظار وغلبتها الحماسة، شقَّت الحشود لتشدَّ على يد «أبو الياس» قائلة: «50 سنة وإنت تخدِمنا بالمتن، مِش رح نكون بلا وفا يا دولة الرئيس»، فدمَّعت عينا جارتها وتمتمت»إبني ما كان شاف الوظيفة لولا دولتو، وما بحياتو ربّحو فيا جميلة، كيف منكافيه؟».

أحد المسنّين أصرّ على ان يُلقي قصيدة بعفوية متناهية على مسامع دولة الرئيس والعائلة الصغرى والكبرى المحيطة به، فقال: «أيّ دولة من غير دولةِ رجلِ الوفاء، رجل الحنكة السياسية، زعيم المتن الاوّل، دولة الرئيس ميشال المر ابن المتن الساحل والجبل. أيّ صنين شامخ بدون القامة المتنية الشامخة! وأيّ وطن من غير رَجل الاتفاقات والتوافقات والسلام بين أبناء الوطن الواحد…».

سيَحصد ما زرع…

«لا شكّ واحد في المئة ألّا يبادلَ المتنيون الوفاء لدولة الرئيس المر». قال رئيس بلدية ديك المحدي أديب سلمون بنبرةٍ حاسمة في حديث لـ«الجمهورية»، مشيراً إلى «أنّ البعض أحبَّ المر إلى حدّ تمنّى لو يكون مارونياً ليُنتخَب رئيساً للجمهورية لأنه رجل دولة بحجم الوطن». وأضاف: «6 أيار ليس مجرّد محطة إنتخابية إنّما موعد وفاء وردِّ الجميل، لأنه لا يوجد أحد على الارض بوسعِه القول «أبو الياس»، لم يَخدمني».

من جهته، إعتبر رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة، «أنّ العد العكسي للمعركة النيابية بدأ وسط أجواء ديمقراطية ليست غريبة عن المتن وأهله. فلطالما شهد هذا القضاء سواء في الانتخابات البلدية او النيابية معاركَ شرسة غنيّة تعكس طبيعة المجتمع المتني»، مشيراً: «إلى انّ القانون الانتخابي لا يخلو من بعض الشوائب، ولكن في الوقت عينه يؤمّن حداً أدنى من الديمقراطية الموجودة ويتيح للأهالي متنفّساً من الحرية ليختاروا من يشبههم».

أمّا بالنسبة إلى رئيس بلدية أنطلياس ايلي أبو جودة، فقال: «وقفَ المر بشتى المراحل إلى جانب أهالي المتن ليصلوا إلى «متنٍ» يليق بهم، بأبنائه وبطموحاتهم. والحشود الغفيرة ليست سوى تعبير صادق على محبتها، وستكرر ولاءَها في انتخابات 6 أيار»، مشيراً إلى «انّ المتنيين «ما بيمشي معُن الضغط».. وكلّما إزداد عليهم الضغط زادوا وفاءً للائحة الوفاء المتنية».

أمّا مختار بتغرين فادي المرّ فاعتبر: «انه من الطبيعي ان يصوّت أبناء المتن للائحة الوفاء المتنية، نتيجة ما حدث في السنوات الاخيرة من إهمال، فيما لا يُلاقون إلّا كلّ الاهتمام من «دولتو»، معتبراً «نحن بحاجة له ولأمثاله أكثر من أيّ وقت مضى». ولا ينكر فادي تلقّي الاهالي ضغوطاً؛ كطردِهم من وظائفهم مثلاً، قائلاً: «في زمن الوصاية السورية لم نتلقَّ هذا الكمّ من الضغوط وعلى المستويات كافة، ولكنّ المتني ضمنياً وبحكمِ ثقافته سيعرف من يختار».

أمّا رئيس بلدية الزلقا ميشال المر، فقال: «مَن سيصوّت للمر، سيعطيه صوته عن قناعة تامّة، لأنّ ماضي هذا الرجل وحاضرَه كفيلان في اجتذاب الأصوات، ويخبران عن هوية هذا الرجل العريق، على رأس بيت سياسي أصيل عاصَر محطات مفصلية من تاريخ لبنان»، مشيراً إلى «انّ ابو الياس لا يَدخل معركة إلّا ويعود منها منتصراً، وحبُّ المتنيين له ليس موسمياً، إنما هو نمط عيش، فهم يأتون إلى العمارة إلى بيتهم».

بالنسبة إلى مختار شويّا هاني فرنسيس، «دولتو مدرسة… منه تعلّمنا انّ الحق ما بموت، ولا يضيع بل يصل لأصحابه، فهو لم يغلِق باباً ولم يرفض طلباً، منذ سنوات، فيما غيرُه من السياسيين يتعاطى بشكل موسمي لمآربَ إنتخابية مع الاهالي، إذ لا يجد فيهم إلّا أصواتاً إنتخابية».

أمّا روجيه نعيمه مختار عمارة شلهوب، فقال: «للمر أكثر من 50 سنة من العطاء والمحبة، والإخلاص للأهالي، أقلّ ما يمكن أن نعلن الولاء للائحة «الوفاء المتنية» والصوت التفضيلي لدولتو المر»، منتقداً من يحاول إغراءَ الناخبين، قائلاً: «هناك من يشكّ بقدراته ويشعر مسبقاً بفشل وصوله إلى الندوة البرلمانية لذا يسعى إلى استمالة الاصوات بأساليب ملتوية مستخدماً المالَ الانتخابي. بينما دولة المر يسير ملكاً بين المرشحين كافّة لأنه على ثقة بأنه سيَحصد ما زرعه طوال سنوات».

«أعمالو بتِحكي عنّو»

من جهته، اعتبَر مختار مرجبا نصري صعب، «أنّ دولة المر من أبرزِ النواب الذين خدموا أهالي مرجبا وساعدهم ودعمَهم في أحلكِ الظروف، من بناء الكنيسة، والمستشفيات، وإقامة المجاري الصحية»، مؤكّداً: «انّ الضغوط الحزبية التي تُمارَس على الاهالي لن تثمر، لأنّ المتنيين عنوان الوفاء».
أمّا رئيس بلدية عيرون، فيؤكّد «انّ المعنويات حديد، والهواء الانتخابي في البلدة «مر» بامتياز». فيما مختار بلدة شرين جورج صليبا اعتبَر انّ «دولة المر عامود المتن ومدماكُه الاساسي، و7 الشهر سيشهد على انّ المعركة الشرسة ستؤكّد انّ المتن عرين المر».

وبالنسبة إلى نائب رئيس بلدية نابيه المهندس غسان الغول فإنّ «المر لا يُكافَأ لأنه تاريخ بحدّ ذاته، وله أيادٍ بيضاء في معظم البلدات، وأبناء المتن أوفياء سيترجمون ذلك في صناديق الاقتراع»، مشيراً إلى «انّ الضغوط التي تُمارَس على الاهالي لن تُثنيَهم عن الوقوف إلى جانب دولة المر.، وهي ليست المرّة الاولى التي يحاولون فيها إبعادَنا عن المر ولكن للمرّة الالف سيَفشلون، « اللي حدّو ميشال المر ما بيفزَع من ضغوطات».

أمّا رئيس بلدية العطشانة، جورج جبور فقال: «المر مُفضّل على الجميع، والاجواء المرافقة للمعركة الانتخابية تبشّر بالخير، فبَعد كلّ هذه السنوات بات الاهالي يدركون أين مصلحتهم، ومَن الافضل ليمثلهم في الندوة البرلمانية، ويتحلّون بالوعي الكافي في اختيار لائحةِ الوفاء المتنية».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!