صحيفة الاخبار
جاء الاعتداء الإسرائيلي على مطار «التي فور»، فجر أمس، ليضيف خطّاً إضافياً في مسارات التشابكات الإقليمية والدولية المعقدة فوق الساحة السورية. تل أبيب تريد الحفاظ على خطوطها الحمر في مواجهة إيران وحزب الله من دون إحراج روسيا الواقعة تحت ضغط أميركي ــ أوروبي قد يترجم في هجمات على مواقع سورية. كل «محور» يريد رسم «المعادلة الأخيرة» وفق حساباته، واحد عبر التفوّق الميداني والمظلّة الروسية، والثاني عبر وزنه النوعي (واشنطن) وشبكة نفوذه في الداخل السوري وعلاقته بالغرب والاقليم. وإن كانت تل أبيب ترى أنها نجحت في تحقيق «هدفين»، الأول بتدمير مقر لقوات إيرانية وإيصال رسالة واضحة إلى طهران، والثاني في توقيت الضربة مع «كيميائي دوما» وتداعياتها الدولية المقترنة مع التوجه الغربي «لمعاقبة الأسد»، فإنّ أمام موسكو وطهران تحديات مختلفة يتقاطعان في بعضها. فالإدارة الروسية تعمل على تثبيت تفوّقها وكسر أي محاولة لزعزعة استقرار النظام السوري، فيما أمام إيران مهمّة إضافية ترسي عبرها قواعد الاشتباك مع تل أبيب لتكون في مواجهة اختبار صعب في حال تكرار الاعتداء على «وجودها»