اعتبر وزير المال علي حسن خليل أنَّ "الإنتخابات النيابية يجب أن تكون استحقاقاً سياسياً للناس، كي تعبر عن خياراتها تحت سقف خطاب ملتزم، بعيداً عن الشحن الطائفي والمذهبي البغيض، ونحن نريد أن نبقي هذا الاستحقاق تحت سقف خطاب الاختلاف السياسي المشروع والمطلوب". وقال: "نريد صوت العقل والمنطق، الصوت الذي يحمي لبنان لا الصوت الذي يفرق اللبنانيين الذين وعوا بان الاصوات الطائفية تسهم في اعادة لبنان الى مرحلة التفكك، ونحن لن ننجر الى الخطاب التحريضي حتى لو تعمد البعض استهدافنا ولو سخر البعض كل قوته وامكانات الدولة بغير وجه حق لخلق فرصة له، وسنبقى ملتزمين الخطاب الهادئ ولن ننجر الى خطاب لا يخدم مصلحة لبنان وتماسك ابنائه".
وفي كلمةٍ له، خلال حفلٍ أحيته حركة "امل" بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الكوكبة الاولى من شهداء أفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، الذين استشهدوا خلال التصدي لقوات الاحتلال الاسرائيلي على تلال الطيبة رب ثلاثين في 30 آذار عام 1977، أكَّد خليل أنَّ "تحالف امل وحزب الله سيبقى شوكة بعين من أراد الشر بلبنان وهذا التحالف ليس تحالفاً طائفياً او مذهبياً إنما تحالف مرتكز على قاعدة وطنية عريضة هو تحالف عابر للطوائف". وقال: "نحن واثقون اننا قادرون على تحقيق الانتصار وواثقون بانحياز الناس الى جانب لوائح الامل والوفاء ومشروعنا هو مشروع بناء دولة المؤسسات وسنبقى نرفع الصوت من اجل حماية المؤسسات ومحاربة الفساد".
وأضاف: "قضيتنا وطنية هي قضية الامة لان الصراع مع هذا العدو لا تنفصل على الاطلاق وعندما تتلاقى المناسبات الوطنية والدينية والقومية من ولادة الامام علي الى الفصيح المجيد الى مناسبة يوم الارض نلتقي مع فلسطين التي تبقى عاصمة لكل احرار العالم، هذه المناسبات تعيدنا الى حقيقة المشروع الاهم هو مواجهة اسرائيل التي تريد ضرب كل الديانات في المنطقة التي لا تريد مسجداً يرفع فيه آذان ولا كنيسة تقرع فيها الاجراس اسرائيل تريد مشروعا يعكس كل عنصريتها وحقدها التاريخي على كل الاديان والثقافات وليبقى مشروعها حاكما ليس على فلسطين انما ليمتد على كل المنطقة".
وقال: "إنَّ تجربة مقاومة لبنان وانتصاره ستبقى حاضرة في اذهان اولئك المراهنين على الباطل وحاضرة في وجدان المقاومين الفلسطينيين الابطال الذين عبروا بالامس ويعبر اليوم عن استعدادهم لدفع المزيد من التضحيات والدماء من اجل فلسطين ونحن من هنا نؤكد وقوفنا مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته العسكرية والسلمية ومع كل الاصوات التي تدعو الى تعميق منطق الانتفاضة من اجل الحق الفلسطيني، ان التجربة تقول انه من دون الارادة ومن دون المواجهة لا يمكن ان نحرر ارضا نحن نادينا في لبنان باحترام المواثيق الدولية ودفعنا دوما من اجل العمل بها لكن نحن امام عدو لا يفهم الا لغة القوة ولغة المقاومة، ومن فلسطين الى اخوتنا في لبنان الذين يعيشون معنا ظلم هذا العدو واحتلال ارضنا وعاشوا معنا مراحل مقاومتنا وتحرير ارضنا ان علينا الالتفات الى ان هذا العدو لم يسقط مشروعه بعد هو انهزم في محطة مركزية جعلته يعيد حساباته لكن نظاماً اسرائيلياً يقوم على القتل والدم لا يمكن الركون اليه، علينا ان نبقى مستعدين ومتأهبين متمسكين بعناصر قوتنا، وها نحن شهدنا سقوط طائرة اسرائيلية فوق ارضنا هذا خرق للسيادة اللبنانية علينا ان نسمع أصواتاً من كل الافرقاء اللبنانيين أصوات ادانة واصوات التزام بعدم القبول بأي مس بالسيادة".
وأضاف خليل: "علينا التأكيد على التمسك بمقاومتنا ودعم جيشنا وعلى وحدة شعبنا وعلى تلاحم هذه العناصر الثلاث من اجل حماية لبنان في مواجهة اي مغامرة اسرائيلية يمكن ان تقع، نحن نعيش في عالم تحكمه مشاريع مجنونة لا تؤمن الا بمنطق الصراعات والحروب والسيطرة والتمكن هناك مشروع كبير وخطير على مستوى المنطقة وربما يكون له ارتدادات وربما يتأثر بها لبنان".
وختم: "نحن نعي أن ما يجري على مستوى المنطقة يدفعنا لان نكون حريصين وان نعيد تنظيم خطابنا الوطني بعيداً عن الاستحقاقات الآنية بخطاب استراتيجي واضح يلامس التحولات على مستوى المنطقة بدءاً من الانتصارات التي يحققها الجيش السوري، ونحن دائماً وبالتأكيد مع الدولة السورية وقيادتها وجيشها من من اجل بسط سيطرتها على كل اراضيها".