يحيي الفلسطينيون، في يوم 30 آذار من كل عام، يوم الأرض بمسيرات جماهيرية أطلق عليها اسم "مسيرة العودة الكبرى"، في محاولة لعودة اللاجئين لقراهم وبلداتهم التي هجروا منها قبل 42 عاماً.
ويخلد الفلسطينيون هذا اليوم ومعهم العالم، تذكيراً بتاريخ مصادرة الاحتلال لآلاف الدونمات في الجليل والمثلث والنقب، مما تسبب في اندلاع مظاهرات حاشدة، خلفت شهداء وجرحى.
وترجع قصة يوم الأرض لعام 1976 عندما أقدمت سلطات الاحتلال على مصادرة نحو 21 ألف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) لتنفيذ مشروع "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، مما دفع أهل الداخل الفلسطيني للانتفاضة ضد المشروع.
ومسَّ القرار بشكل مباشر أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، أضيفت إلى أراضٍ أخرى صودرت من قبل بغرض بناء مستوطنات جديدة.
وللرد على القرار، تداعت لجنة الدفاع عن الأرض بتاريخ 1 شباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة، نتج عنه إعلان إضراب عام شامل في 30 آذار من السنة نفسها احتجاجاً على ما جرى.
وبادرت القوات الإسرائيلية إلى الرد بدموية على الاحتجاجات وأطلقت النار بشكل عشوائي على محتجين صبيحة يوم الإضراب، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء من الداخل الفلسطيني وسقوط عشرات الجرحى.
ومنذ ذلك اليوم (30 آذار 1976) ما انفكَّ الفلسطينيون في الداخل والشتات، والعرب ومعهم المتعاطفون بالدول الأجنبية يحتفلون بذكرى يوم الأرض، لتجديد تشبثهم بأرضهم المحتلة، وحق العودة.
وبحسب مراجع فلسطينية تاريخية، فإنَّ السلطات الإسرائيلي صادرت ما بين عامي 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.
وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية نحو 27 ألف كيلومتر مربع، حيث تستغل إسرائيل نحو 85% من المساحة الإجمالية للأراضي، بينما لا تتجاوز النسبة التي يستغلها أهل فلسطين 15%. وتعمل تل أبيب باستمرار على قمع كل أشكال الاحتفال بذكرى يوم الأرض بالداخل الفلسطيني وأراضي الضفة، وتواصل من جانب آخر سياسة مصادرة الأرض وتهويدها وطرد أهلها منها.
حق العودة
ويشكل يوم الأرض حيزاً كبيراً من اهتمام الفلسطينيين بالداخل والخارج، ويأخذ أشكالاً عدة من مسيرات وفعاليات تأكيداً على عروبة فلسطين وضرورة التوحد والدفاع عنها، وتنعكس هذه الأحداث عبر منصات التواصل من خلال وسوم #يوم_الأرض، و #مسيرة_العودة_الكبرى، وبالإنجليزية #GreatReturnMarch.
ويعكس الناشطون خلال الوسوم أخبار وصور وفيديوهات المسيرات في الأماكن، فضلاً عن الرسوم الكاريكاتيرية التي تؤكد حقهم في أرضهم، وكذلك الداعية إلى الالتحاق بركب السائرين إلى أراضيهم التي هجروا منها.
وتبرز أيضاً مظاهر تحدي الاحتلال الإسرائيلي على كافة نقاط التماس والحدود المصطنعة التي قسم خلال فلسطين وهجر أهلها في كل بقاع العالم، مما يدفع المحتل حسب وصف المغردين للإصابة "بالجنون والهستيريا" من رؤية مشهد السيل البشري الذي سيظل يحاول أن يعود إلى أرضه.
ويشارك ناشطون عرب وأجانب الفلسطينيين يومهم، ويساهمون في نشر فعاليات هذا اليوم والترويج له عبر مختلف منصات التواصل تعبيراً عن مدى دعمهم لاسترجاع الفلسطينيين حقوقهم، والمساهمة في عودتهم لأراضيهم، بحسب مغردين.
"مسيرة العودة".. استشهاد فلسطينيين وإعلان غزة منطقة عسكرية
واليوم الجمعة، استشهد 7 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي، في مواجهات على الحدود الشمالية لقطاع غزة مع "اسرائيل" في مسيرة "يوم الأرض"، فيما أصيب أكثر من 570 فلسطينيا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وكان أطلق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه متظاهرين فلسطينيين بالقرب من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، معلناَ "كل المناطق المتاخمة للحدود مع غزة مناطق عسكرية مغلقة"، وذلك خلال تدفق آلاف الفلسطينيين في غزة للاحتشاد قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، في مسيرة احتجاجية اطلق عليها "مسيرة العودة" ودعت اليها الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين.
ووضعت القوات الاسرائيلية دباباتها وسط تمركز القناصة على سواتر ترابية واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج.
واستخدم الجيش الإسرائيلي طائرات مسيرة، تلقي مواد متفجرة على المتظاهرين.
(الجزيرة)