حاضر وزير الإعلام ملحم الرياشي عن "حق الوصول الى المعلومات"، بدعوة من ادارة مدرسة راهبات القلبين الاقدسين في كفرحباب، وقال ردّاً على أسئلة الطلاب: "صحيح أنّ العمل الوزاري صعب لكنه غير مستحيل. صحيح أنكم تسمعون عن الكثير من الفساد والمساوىء، ولكن عليكم الا تيأسوا ولا تحبطوا، فكما يقول العهد القديم في نهايته "وبقيت البقية الباقية". ونحن لنا الشرف أن نكون هذه البقية التي تخمر كل الشعب، فلا تخافوا لأنكم جزء من هذه البقية الباقية".
وعن الحق في الوصول الى المعلومات، قال: "عموما، يحق للمواطن أن يعرف كل المعلومات المرتبطة بمصيره وحياته الا في بعض الاستئناءات التي تسمى بالامن القومي من امن دولة ومكافحة الارهاب، فهذه المعلومات يجب ان تكون محظورة لحماية رجال الامن، وهناك اصول للحصول على هذه المعلومات عبر القوانين".
وشدّد على أنّ "دور وسائل الاعلام "هو نشر المعلومات وعكس الحقائق، ولكن الوسائل التقليدية لم تعد وحدها على الساحة، فهناك وسائل التواصل الاجتماعي موجودة وناشطة، ولكنها لم تؤكد بعد حضورها في العالم المهني".
وعن "الوكالة الوطنية للإعلام"، قال: "انها تتحقق من المعلومة قبل نشرها ونادرا ما تخطئ، مع العلم ان لا أحد يعمل ولا يخطئ، وان اخطأت الوكالة تعتذر وتصحح المعلومة مدى ثلاثة ايام متتالية".
ولفت الى انه في عهده "لم يحصل أي خطأ فادح من هذا النوع، اما بالنسبة الى المعلومات الخارجية، فالوكالة متعاقدة مع وكالات أجنبية مثل "وكالة الصحافة الفرنسية و"رويترز" اللتين تعملان بمستوى احتراف عال".
وعن تأثير التمويل على الاخبار والمعلومات، قال:"التمويل يؤثر على حركة الاخبار ونشاطها، ولكن ليس على المعلومة، لأنه مهما كان تأخير التمويل كبيرا لا احد يستعمل وسيلة الاعلام للخبر الكاذب لئلا تفقد الوسيلة صدقيتها.التمويل يؤثر على اخفاء المعلومات، ولهذا الامر، عندما قدمت اطروحتي عن "استراتيحية التواصل" كانت بعنوان "الاعلام هو ضحية التجار ورجال الاعلان"، ولكن يبقى الدور الاساسي للاعلامي الاحتراف والاخلاق. كل العالم يعيش مأساة سيطرة الاعلان على الاعلام ويضلل الرأي العام، وهذا أخطر انواع الاعلام. ونحن نتلقى كل يوم كمية هائلة من الاخبار غير الدقيقة، لذلك تعاقدت وزارة اعلام مع شركة لتدريب الاعلاميين على التحقق من المعلومات وخصوصا الالكترونية".
وعن رأيه بوسائل الاعلام، قال: "بالاجمال، انا راض عن حركة الاعلاميين ونشاطهم. فهم زملائي واناس محترفون افتخر بهم. ولكن الاكيد يلزمنا العمل اكثر من اجل التقدم الاعلامي وتقديم صورة افضل للبنان، فالاعلام على المستوى العالمي مكلف، اما على مستوى لبنان فهو مختلف، فلبنان عنده مهمة ولا يملك ثروات مالية بل يتفرد بالقضية والرسالة وهو نموذج يحتذى".
اضاف:"نعيش اليوم مرحلة ثقافية أفقية أي نرى الامور ظاهريا وليس لدينا ثقافة عمودية برؤية الامور في عمقها وتقوية منطق الامور والمسببات وتخفيف التهم عن الاخرين".
اما بالنسبة الى الاشاعات التي تبث في وسائل الاعلام، فأكد ان "أكبر خبر كاذب لا يعيش سوى بضعة ايام وتظهر الحقيقة، ولكن اهمية الحقيقة ان تنشربشكل واسع للرأي العام"، محذرا من "تصديق كل خبر نسمعه من دون التحقق منه لأننا نعيش في عصر متحرك وظالم".
وعن حيازة كل فريق او حزب سياسي وسيلة اعلامية خاصة به، قال الرياشي: "لا مانع ان ينقل كل حزب فكره السياسي وثقافته عبر هذه الوسائل، ولكن أخطارها أن تكون أحادية ولا تسمع الرأي الآخر المعترض. المهم أن تحترم كل وسيلة اعلام الموضوعية وعمارة الخبر، وعلينا احترام الآخر وقبوله".