أثار رفض الخطوط الجوية الكويتية نقل راكب يحمل الجنسية الإسرائيلية على متنها مؤخراً مخاوف من توتر جديد في العلاقات بين برلين والكويت، التي تعتبر "إسرائيل" عدواً ولا يجب التعاون معها بأي شكل من الأشكال.
وأصدرت برلين حكماً قضائياً نهاية 2017 يعطي الحق للشركة الكويتية في الالتزام بقوانين بلادها، ورفض نقل أحد الركاب بسبب جنسيته الإسرائيلية، وذلك بعد مرور ما يقارب سنتين على امتناعها عن نقل مواطن إسرائيلي، إلا أن تكرار الحادث مرة أخرى يبدو قد أثار بعض السياسيين في البلاد.
وبعد أعوام على حادثة امتناع الكويتية في العام 2013 و2015 وفي اذار 2018، من نقل راكب إسرائيلي على متن رحلاتها، هدّد وزير النقل الألماني الجديد، أندرياس شوير، بعواقب سلبية لمستقبل الخطوط الكويتية في بلاده.
وقال أندرياس شوير إن وزارة النقل دعت، خلال اذار الجاري، السفير الكويتي في ألمانيا لإجراء محادثات حول الموضوع ومنع أيّ "ممارسات عنصرية" على متن رحلات جوية تعدّ ألمانيا طرفاً فيها.
وتعود القضية الجديدة إلى حجز راكب إسرائيلي رحلة من فرانكفورت إلى بانكوك، يتخللها توقف في الكويت، حيث كان من المفترض أن يركب طائرة للخطوط الكويتية تقله إلى وجهته النهائية.
لكن الشركة الكويتية، وبمجرّد علمها بجنسية الراكب، ألغت الحجز مباشرة؛ لأن القانون الكويتي الصادر منذ عام 1964، ينصّ على حظر أي تعامل مع إسرائيليين أو مقيمين في "إسرائيل" أو يعملون لمصلحتها.
من جهته، طالب عضو البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، أوليفيه لوكسيش، حكومة بلاده بعدم السماح لطائرات الخطوط الكويتية بالنزول مجدداً في مطار فرانكفورت الدولي إلى غاية إيجاد حلٍّ لهذه القضية.
وأضاف لوكسيش أن قراراً من هذا الحجم سيشكّل ضربة كبيرة للشركة الكويتية، بما أن مطار فرانكفورت يعدّ من المطارات المهمة داخل الاتحاد الأوروبي.
وتابع: "باعتباري مواطناً ألمانياً، أنا خجل من قبول ألمانيا منذ عقود باستمرار القوانين الكويتية التي تحظر نقل الإسرائيليين، فهذا خطأ سياسي، لذلك تقدمت بسؤال إلى الحكومة لاستفسارها عن الخطوات التي ستقوم بها للرد".
ويضيف لوكسيش أن على حكومة ميركل القيام بضغط على نظيرتها في الكويت، ومن ذلك التلويح بالتأثير السلبي لقوانين الطيران على اتفاقية التعاون الثنائي التي تجمع ألمانيا والكويت منذ 1974.
وسبق للشركة الكويتية أن ردت على ضغوط أمريكية لتغيير موقفها من رفض نقل الركاب الإسرائيليين، بإصدار قرار تعليق رحلاتها بين نيويورك ومطار هيثرو في لندن، وهو الخط الذي رفضت فيه "الكويت إيرلاينس" حجز مقعد راكب إسرائيلي عام 2013.
وتعتبر برلين موضوع "معاداة" إسرائيل أمراً حساساً بالنسبة لها، إذ لا تزال ترزح تحت ثقل ماضٍ مرهق بحق اليهود، ممّا يجعل الحكومة الألمانية ترفض أيّ "أشكال تمييزية ضد الإسرائيليين أو تحضّ على كراهيتهم".
من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية في الكويت، فايز النشوان، لموقع "دويتشه فيله" الألماني، إن بلاده لا تعترف بإسرائيل وتعتبرها "قوة احتلال".
وأضاف النشوان أن "الكويت لا تزال في حالة حرب مع إسرائيل ولم تدخل معها في مرحلة سلام، إذ لا يزال العمل سارياً بمرسوم أصدرته هذه الدولة الخليجية قبل عقود، تعلن فيه حق الدفاع عن أراضيها في وجه إسرائيل، رغم أن الكويت تدعم مبادرة السلام التي أقرتها جامعة الدول العربية مع إسرائيل عام 2002".
وأكد أن بلاده تقود حملة مقاطعة إسرائيل منذ عام 1987، وأن الخطوط الجوية الكويتية لا تستطيع خرق قوانين البلد، بدليل أنها تمنع كذلك حمل الركاب للمشروبات الكحولية، الممنوعة في الكويت.
وأشار النشوان إلى أن القضاء الألماني كان واضحاً في مسألة الراكب الإسرائيلي، وأن حكمه بدّد أيّ اتهامات تتعلّق بالعنصرية، بما أن الأمر يخصّ قانون دولة (أي الكويت) لديها سيادة فيما يتعلّق بعلاقاتها الخارجية.
(الخليج أونلاين)