يحاول وزير الداخلية اللبنانية مع اقتراب الانتخابات النيابية ان يطبق شعارا لم يتذكره منذ 9 سنوات، وهو ان النائب من الشعب وللشعب، في هذه الايام اجبر نهاد المشنوق على النزول من قصره العاجي والقيام بزيارات لابناء بيروت، كيف لا وهو يبحث عن صوت من هنا وهناك كونه يعلم بقرارة نفسه ان البيروتيين باتوا واعيين لما اقترفته ايدي السياسيين ومن خدمهم ومن ادار لهم ظهره واوصلهم الى ما هم فيه.
الان تذكر المشنوق ان عليه زيارة الطريق الجديدة خزان اهل السنة في بيروت، لم يسأل نفسه لماذا لم يقم بزيارتهم طوال 3285 يوماً ليقف على حاجاتهم واوجاعهم، والاطلاع على مطالبهم، ذكر ان عليه الاشادة كما قال بـ"شجاعة أهل الطريق الجديدة في التصدي لكل محاولات العبث بمدينة بيروت"، مضيفاً إن "أهل هذه المنطقة لا تنقصهم الشجاعة والنخوة، فهم رجالاتها الحقيقيين الذين ساندوا أهالي بيروت في المحن المتتالية التي مرت على المدينة"، فأين كان المشنوق عندما مرّت المحن على بيروت؟ وماذا فعل لها ولابنائها؟ ماذا قدّم لها لمواجهة كل من تسمح له نفسه التعدي عليها؟!
خلال تواجده في منزل فؤاد الدعوق في قصقص، أكد المشنوق أن الانتخابات النيابية المقبلة "مصيرية، لأنه في عملية حسابية يتبين أن من لن يصوت للائحة تيار المستقبل يكون قد أعطى صوتين لمن أهانوا بيروت ويحاولون مصادرة قرارها"... غريب امر المشنوق حين يتذكر مؤخرا اهانة اهل بيروت، نسي او تناسى دفاعه عن سلاح" حزب الله" عندما اطل عبر برنامج "كلام الناس" في شهر كانون الثاني الماضي، وذلك خلال قراءته لخطاب الأمين العام للحزب حسن نصرالله، حيث قال" ان ما تناوله الخطاب عن انتهاء دور حزب الله في سوريا والعراق، وعدم مشاركته في اليمن كان واضحاً وواقعياً، وهو مقدمة معقولة للمفاوضات على طاولة الحوار" وعن مسألة نزع سلاح الحزب نفى المشنوق أن "يكون مطروحاً على طاولة المفاوضات، وأنَّه قد يكون لهذا السلاح دور في الإستراتيجية الدفاعية بوجه إسرائيل".
يبدو من معادلة المشنوق الحسابية انه لم يكن يوماً مجتهداً في مادة الرياضيات، ففي بيروت مرشحين مستقلين اثبتوا على مدى سنوات خدمتهم للبيارتة ، خوفهم على البيروتيين وحرصهم على ان يجعلوا من مدينتهم ارقى المدن، فمن اخبر المشنوق ان "تيار المستقبل" يختصر المعادلة؟ ومن اطلعه ان عدم التصويت للمستقبل يعني اعطاء الفرصة للحزب ليصادر قرار العاصمة؟ وماذا فعل هو وتياره للبيروتيين؟ ومن حاور "حزب الله" وعقد تفاهما معه اليس تياره؟ من طمّع "حزب الله" ببيروت واوصل البيروتيين الى "الهجرة" نحو عرمون وبشامون وغيرها من المناطق اليس هو ومن خلفه سياسة زعيمه؟!
بعد تخاذل المشنوق و"تيار المستقبل" الطويل، الامر الذي مكّن "حزب الله" من بناء ترسانة اسلحة حكم بموجبها الدولة، تذكر نهاد الحديث عن "الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، لأنها جزء من سياسة النفس الطويل"، مؤكداً "أن الدستور هو الذي يحمي البلد ويحمي حقوقنا ولن نقبل أن يبقى قرار السلاح خارج إمرة الدولة"، تذكروا يا اهل بيروت ان الشنوق سيهدم امارة "حزب الله" ويسحب سلاحه بكلامه الانتخابي، فعلا ان لم تستح فقل ما شئت، وواضح ان نهاد لا يخجل من اطلاق وعود بازالة الطوق الذي يحاصر البيروتين مع العلم انه بيديه ساعد على خنق اهالي بيروت ضاربا بعرض الحائط الدستور والقوانين، الآن يتحدث عن النفس الطويل وبيروت على وشك ان تلفظ انفاسها من الفقر والحاجة!
اما المضحك المبكي فهو ان المشنوق تذكر خلال فترة الانتخابات انه تعلم" بين مدرستي الحرش والفاروق" حيث قال" أشعر دوما أنني بين أحبابي وأصحابي في هذه المنطقة، ورأيت كيف كانت ردة فعل الأهالي في المصاب الأليم والكبير باستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والحمد الله عوض الله علينا بالرئيس سعد الحريري الذي استطاع في أصعب الأيام أن يحمي لبنان وأن يعمل بسياسة النفس الطويل لحماية بيروت ولبنان، وكسب الرهان في تطويق انعكاسات الحرائق المحيطة بلبنان كي نحافظ على دستورنا وصلاحياتنا التي لا يمكن لأحد أن يعتدي عليها"... للمشنوق نقول نعم اهالي بيروت اوفياء للشهيد الحريري لكن ماذا قدم ابنه لهم غير مليارات الدولارت عجز، اضافة الى الضرائب والفساد والنفايات... اين مشاريعكم في العاصمة؟ اين سياسة خلق فرص العمل؟
لا يخجل المشنوق من القول ان الحريري حمى بيروت! فليقل لنا ماذا فعل لها حين تم اجتياحها في السابع من ايار؟ وماذا عن دماء الشهداء؟ وكيف طوق الحرائق و"حزب الله" متورط بالحرب السورية والعراقية واليمنية؟ لا بل اكثر من ذلك بات السني الذي يحارب في سوريا ارهابي اما عناصر ميليشيا "حزب الله" فتقوم بواجبها الجهادي.
وختم المشنوق واصفاً قانون الانتخابات بأنه "لئيم وخبيث لأنه يخلق تنافساً داخل اللائحة الواحدة"، يحاول توصيف ما هو فيه للقانون الجديد، لكن الايام ستظهر له ان اهالي بيروت يعلمون جيدا ما هو خلف القناع الذي يرتديه!