أوجز وزير الشؤون الاجتماعية مرشح "القوات اللبنانية" في بعبدا بيار بو عاصي، مقاربته للعمل النيابي، بأن ركيزته الاساسية الشأن التشريعي ومراقبة الحكومة والتواصل مع الناس، وان يكون النائب صوت منطقته تجاه السلطة التنفيذية، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الاهم ان يمتلك الموقف السياسي الذي لا لبس فيه في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله واحترام الدستور والقوانين والتعددية، مؤكدا ان هذا ما سيعمل له إن دخل الندوة النيابية، داعيا الى محاسبته على هذا الاساس.
وخلال لقاء مع اهالي وادي شحرور العليا والسفلى وحارة الست، بدعوة من مركز "القوات اللبنانية"، قال بو عاصي: "عدم احترام معادلة السلطة والمسؤولية، هو أساس الكثير من المشاكل في البلد. اي مسؤول يملك سلطة عليه ان يتحمل المسؤولية. إن لم تقم اجهزة الرقابة بدورها بشكل كامل فعليكم انتم المواطنون ان تحاسبونا كمسؤولين. لم ولن اميز في عملي كوزير وهذا تسبب بانتقادات كثيرة لي".
أضاف: "المال العام مقدس، فكيف لمن يهدر المال العام ويعقد السمسرات ان ينام قرير العين؟! يجب ان يحاسب وبشدة مهما طال الزمن. لا اهول ولا اريد ان اكون تشاؤميا، ولكن الدولة بطور شبه التفكك، فعمل المؤسسات متعثر، القرار السياسي ليس واضحا دائما، الدين العام كبير، النمو نقطة واحدة والبطالة تلامس 25 في المئة. هذا ما يحتم عدم السكوت عن الهدر، لذا المطلوب جرأة كبيرة والقول بشجاعة لا للواقع القائم. وعلى المسؤول ان يكون حاسما كحد السيف، فيوقف التوظيف العشوائي والهدر العام".
وتطرق لمنطق الشراكة قائلا: "من لا يتجرأ بالحديث عن السيادة فليتخل عن التعاطي بالشأن العام كوزير او نائب. هذا البلد تأسس بالتساوي بين كل المكونات وبين الافراد، لكن الامر مختلف اليوم. انا اعلنها بالفم الملآن وكمسيحي هذا البلد للجميع، لي وللاخر، ولا احد يزايد على احد بلبنانيته. ولكن لن اقبل ان يكون هناك طرف مسلح، وهذا الطرف ان لم يقدم على معالجة هذا الامر يكون مجرما بحق الوطن. نريد دولة مستقلة لا مستقيلة، فيوم كانت الدولة مستقيلة نهض اهلنا ثم نهضنا نحن للدفاع عن الدولة المستقلة. نحن حملنا سلاحا للدفاع عن الوطن وليس للدفاع عن محاور ومصالح واستراتيجيات دول أخرى. لن نقبل الا ان نكون متساوين كلبنانيين جميعا ونحن لسنا ضيوفا في هذا الوطن. نحن شركاء متمسكون بذلك".
وتابع: "منذ العام 1990 حتى 2005 مررنا بفترة من اسوأ فترات تاريخنا حين كنتم تفرضون نوابا بـ40 صوتا. ادخلتمونا الى السجون ونفيتمونا، نجحتم بالقضاء علينا، بالطبع لا، ولكن نجحتم والمحتل السوري باغراق البلد بالديون والمشاكل. ونحن سننجح في النيابة كما نجحنا في الوزارات، من أجلنا ومن أجلكم، فإن غرق القارب يغرق بنا جميعا. للاسف بعضهم قد يلجأ حينها الى قارب انقاذ للفرار، اما نحن فليس لدينا سوى هذا الوطن قاربا. لن نتخلى عنه وسنعمل دوما للحفاظ عليه. هذه ارضنا وهذه ثقافتنا وليس لدينا سوى لبنان ومتمسكون به ومتجذرون".
وتوجه الى الحاضرين بالقول: "ارى في كل فرد منكم قيمة بذاته وانسانا لديه حيثيته. لطالما كان مجتمعنا متماسكا ومتضامنا، واتمنى ان يبقى كذلك يهتم بالعجوز واليتيم والفقير واصحاب الاحتياجات الخاصة، ويقف قرب المدمن والمرأة المعنفة، واي قيمة لعملنا في السياسة ان لم يكن محوره الانسان".