طلعت السنة الجديدة على موضوعين بارزين: الحكومة وتوقع ولادتها آخر الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل، وقضية كارلوس غصن ومدى تخلصه من الملاحقة اليابانية والتسوية الفرنسية وموقف لبنان من مواطنه.
وعلى الصعيد الحكومي، برزت أجواء توحي بفكفكة العقد وإحتمال ولادتها خلال أيام قليلة، في وقت صعد فيه الحراك خطواته في إقفال الطرق التي هي بالأساس مقفلة في الأعالي بسبب الثلوج.
وقالت مجموعة حراكية إن عصيانا مدنيا سيعلن فور الإعلان عن الحكومة الجديدة التي صنعت من الأحزاب.
وشدد الرئيس المكلف حسان دياب أمام زواره على أن الحكومة رشيقة الشكل والمضمون ولا أسماء نافرة فيها، وتضم أختصاصيين قادرين على معالجة المشاكل العالقة على الصعد الإقتصادية والإجتماعية.
ونفى الرئيس المكلف الكلام القائل" إن الحكومة لن تعمل في السياسة التي ستترك لغيرها"، وقال" إن الحكومة حكومة كل الميادين". الآن ماذا تتضمن أجواء التشكيل الحكومي؟
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"
قبل رأس السنة كانت المعطيات تشي بولادة الحكومة هذ الأسبوع.
وبعده لم يظهر أي مؤشر إلى تغير هذه المعطيات التي ظلت تراوح ضمن دائرة الإيجابية وسط توقعات بحصول الولادة خلال أيام وليس أسابيع.
وأشارت المعلومات إلى لقاء مهم يعقده الرئيس المكلف حسان دياب اليوم لإجراء جوجلة نهائية.
إذا يظل أمل اللبنانيين معلقا على ولادة حكومية وشيكة من شأنها لجم التدهور الحاصل على غير صعيد ولا سيما على الأرض.
على أرض بيروت والبقاع استأنف قاطعو الطرقات هوايتهم فأقفلوا العديد منها في الصباح فيما نفذ متظاهرون اعتصامات أمام مرفأي بيروت وطرابلس وخرب آخرون أقفال عدد من المؤسسات العامة والمصالح المستقلة في عاصمة الشمال.
في عاصمة اليابان ارتفع منسوب تفاعل قضية فرار كارلوس غصن امتدادا إلى تركيا فلبنان.
ففي طوكيو دهمت الشرطة اليوم منزل غصن في إطار التحقيقات في طريقة هروبه.
وفي تركيا تم اعتقال سبعة أشخاص من بينهم أربعة طيارين على خلفية مرور عميد صناعة السيارات بهذا البلد في طريقه إلى بيروت.
وفي فرنسا أفيد بأن الرئيس إيمانويل ماكرون مهتم شخصيا بهذا الملف.
أما في لبنان فنفى مصدر في القصر الجمهوري أن يكون غصن قد اجتمع مع الرئيس ميشال عون بعد وصوله إلى بيروت علما بأن رئيس الجمهورية استقبل اليوم السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي أعلنت بلاده أنها لن تسلم غصن في حال دخوله أراضيها.
من جانبه أعلن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ألبرت سرحان، أن النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف بالنشرة الحمراء من الانتربول الدولي حول ملف عملاق صناعة السيارات في العالم.
إقليميا برزت تسريبات إعلامية إسرائيلية عن طرح بنيامين نتنياهو الذي تحاصره ملفات قضائية قد تؤدي به إلى السجن فكرة شن عدوان واسع في سوريا لضرب المصالح الإيرانية عدوان قد يشمل لبنان في حال تدخل حزب الله.
وبحسب التسريبات، فإن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية رأى أن عملية عسكرية في ظل حكومة انتقالية أمر غير مفضل.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"
في يوم العمل الأول من عام 2020، يمكن اختصار المشهد السياسي المحلي على الشكل الآتي:
أولا: تقدم كبير جدا على مسار تشكيل الحكومة الجديدة، التي تبقى ولادتها المدخل الوحيد إلى معالجة الأزمة الاقتصادية وتداعيتها المالية.
ثانيا: ترقب شعبي لتصاعد الدخان الأبيض من بعبدا، وسط انقسام واضح بين من يرى وجوب منح الصيغة الجديدة فرصة، ومن يصر على الرفض المطلق لكل الحلول الممكنة، التي تلبي مطالب المتظاهرين من جهة، واحترام المؤسسات الدستورية من جهة أخرى.
ثالثا: تصعيد سياسي، وعودة إلى التهديد بقطع الطرق، من قبل القوى المتسلقة على ظهر الثورة، وفق تعبير بعض أركان الحراك الشعبي. ولفت في هذا الإطار، التزامن بين دعوات متداولة إلى استعادة التحرك على الأرض، ولاسيما على أوتوستراد جل الديب، وبين مواقف عالية النبرة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وعدد من نواب تكتل الجمهورية القوية، الذين رأوا في التركيبة الحكومية المتداولة سببا لإشعال الثورة من جديد، وهذه المرة بصورة أقوى.
رابعا: رقابة دولية شديدة، انطلاقا من مبدأ عدم التدخل في الشأن الحكومي اللبناني، ولكن مع الإصرار على تشكيلة تطبق الإصلاحات، لشق طريق المساعدات التي لا تزال حتى اللحظة في ثلاجة الانتظار.
خامسا وأخيرا، انشغال بملفات جانبية، أبرزها قضية رجل الأعمال كارلوس غصن، الذي ظهرت له صورة ليلة رأس السنة، هي الأولى بعد وصوله إلى لبنان، علما أنه يعقد مؤتمرا صحافيا يتطرق فيه إلى قصة العودة إلى بيروت الأربعاء المقبل.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"
الى الامام در، هو المسار التشاوري نحو حكومة انقاذ وطني، تبلورت معالمها المكونة من ثمانية عشر وزيرا يتولون جميع حقائبها، على ان تتكفل الايام القليلة المقبلة بانجاز ما تبقى من المهمة، ليكون للبنان حكومة جديدة ما لم يطرأ اي جديد..
وعلى قاعدة التسهيل يمضي جميع المعنيين المقتنعين ان حكومة تنهي الفراغ هي ضرورة للحد من الانهيار، والتفكير بالنهوض الممكن للواقع الاقتصادي والمالي المأزوم، وتحت هذا العنوان كان اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف حسان دياب مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل .
وفيما التشكيل يسابق الوقت، فقد طفا النفط مجددا كمادة ملتهبة في حوض المتوسط، ولبنان ليس ببعيد، مع خطوات صهيونية لتصدير نفط فلسطين عبر اتفاقيات وانابيب تعبر المتوسط الى اليونان، فكان الدخول التركي المباشر على الخط الليبي بالعنوان النفطي والمصالح الجيو سياسية، عبر قرار البرلمان السماح لحكومة اردوغان ارسال قوات تركية الى ليبيا لمساندة حكومة السراج..
قرار كان كفيلا بالاعلان العاجل عن اجتماع طارئ لمجلس الامن القومي المصري لبحث التطورات في ليبيا..
في العراق صرخة العراقيين على حالها بوجه السفارة الاميركية وافعالها، والقلق الاميركي بازدياد، والعنتريات المنبرية موزعة بين الخارجية والبانتاغون الاميركيين.. فيما الحقائق رسائل من ادارة دونالد ترامب تحت الطاولة أملا بتهدئة الاوضاع وخوفا من التورط في مزيد من الازمات.
وليكتمل الحلف المأزوم كانت وقفة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو امام الكينيست الاسرائيلي طالبا قرارا بعدم ملاحقته القضائية، ما اعتبره الاعلام العبري وصمة عار في تاريخ السياسة الصهيونية، مع تمسك رئيس وزراء فاسد بالسلطة الى هذا الحد.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"
هل اقترب الفول من المكيول؟ وهل يكون تأليف حكومة حسان دياب أسرع تأليف حكومة في عهد الرئيس مسشال عون... بورصة التأليف تلاعبت صعودا وهبوطا في شكل دراماتيكي.
مراهنون كانوا يجزمون بأن دياب لن يستطيع التأليف وأنه سيعتذر في نهاية المطاف... مراهنون آخرون يجزمون بأن ولادة الحكومة اقتربت في ظل اتصالات غير معلنة وحركة بقيت بعيدة من الإعلام، وفي ظل أخبار تلاحقت طوال النهار أن الرئيس المكلف حسان دياب إلتقى الوزير جبران باسيل، ثم تلاحق خبر نفي اللقاء.
المتفائلون يعطون يومين حد أقصى لولادة الحكومة، فتكون بعد غد السبت على أبعد تقدير... ولكن ايا تكن المؤشرات، فإن السبت لناظره قريب... لتبقى علامة الإستفهام الكبرى: ماذا عن موقف الثورة من نضوج التشكيلة الحكومية؟ هل من فرصة ستعطى؟ أم أن المواجهة ستكون مباشرة لحظة ولادة الحكومة؟
بالتوازي، في أول يوم عمل، تقدمت بسرعة الأزمات الموروثة من العام الفائت: الإرتفاع الهائل في أسعار السلع الغذائية والمنزلية... والفوضى التي تعم القطاع المصرفي في ظل تخلي أركان القطاع عن مسؤوليتهم ووضع موظفي المصارف وجها لوجه مع المودعين، وكأن الأزمة إفتعلها الموظفون والمودعون لا أركان القطاع الذين يجلسون بعيدا، سواء في لبنان أو خارج لبنان، يتفرجون على معاناة الموظف المودع في آن واحد، علما أن المعالجة منوطة بهم خصوصا أنهم كانوا يتقدمون الصفوف والشاشات في أيام البحبوحة، واليوم ينكفئون في الأيام العجاف.
وما ينطبق في هذا المجال ينطبق ايضا على السلع والمواد الغذائية والمنزلية... فلتان أسعار "ويا مين يغلي" من دون حسيب أو رقيب، وكأن ليس هناك وزارة إقتصاد أو مصلحة حماية مستهلك، المهم "السلخ" في الأسعار، فيما القيمة الشرائية للرواتب، إذا وجدت أو إذا تبقى منها شيئ، قادرة على إطفاء جوع وحوش استغلال الفرص.
كل ذلك يحدث فيما السلطة تتسلى وتتخانق على حصة وزارية أو توزيع حصص... من خارج السياق، لغز كارلوس غصن يزداد غموضا، وقد فتح اليوم على أبعاد قانونية دولية.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون أم تي في"
السيناريوهات الغريبة والمتناقضة تطبع مسار تأليف الحكومة: غريبة لأن الوسيلة المتبعة في التأليف بعيدة عن الأعراف وعن الدور الذي يمنحه الدستور لرئيس الحكومة في هذا المجال. ومتناقضة، لأن التعارض كبير بين من يفترض أنهم شركاء في تكليف حسان دياب، ورفاق له في رحلة حكم البلاد إن قدر لهذه الحكومة أن ترى النور.
التناقض الأكبر والفاضح هو في أن كل ما يتسرب من مطابخ الشركاء يشير بوضوح الى ان الحكومة لن تشبه بشيء تلك التي يطالب بها الناس، الذين بحت حناجرهم وهم ينادون باختصصاصيين مستقلين.
لكن المحبط المهين هو أن يكتشف اللبنانيون أن هذه الفئة مستبعدة بل منفية نهائيا من حسابات أهل السلطة وهندساتهم الحكومية. والأفدح، هو أن يخرج إعلام السلطة على الناس المنتشرين في الساحات منذ ثمانية وسبعين يوما ليقول لهم : أبشروا، في أقرب وقت، سنفرض عليكم حكومة ترضينا وتحمي مصالحنا وشهواتنا السلطوية. إن عطلتموها تتسببون بسقوط البلاد في أزمة مالية واقتصادية محققة
الألاعيب المكشوفة، استبقها المنتفضون بالبيانات الشاجبة ونزلوا الى الشوارع وأقفلوا بعض المرافق العامة تحذيرا للسلطة من مغبة عدم الاستماع للمطالب والأخذ بها. لكن في المقابل ، وكما أسلفنا، فإن بعض أهل السلطة تجاوز حال الإنكار ودخل مرحلة الانفصال الكلي عن الواقع. وحده الرئيس المكلف يبدو أنه يلتقط موجة الناس، وقد علمت الإم تي في أنه لم يتراجع، وهو يصر على تأليف حكومة اختصاصيين صافية، وقد كذبت المعلومات، التي استقيناها، كل الصيغ الموزعة ونفت نفيا قاطعا ما يشاع عن حرق بعض الأسماء واستبعادها من جنة التوزير وتعويم أخرى وأكدت أن الحكومة، إما تكون حكومة اختصاصيين أو لن تكون، وهذا يدفع الى السؤال : كيف تحصل حكومة من هذا الصنف على الثقة، وهل يتكل دياب على الذين لم يسموه للتكليف ؟. في اي حال، هذه المعطيات تضع أهل السلطة الشركاء في الطبخة الحكومية أمام المسؤولية التاريخية عن إضاعة كل دقيقة تؤخر ولادة الحكومة وليس الشعب المنتفض، فيما البلاد مستنزفة حتى آخر قطرة من طاقاتها وطاقات ابنائها.
توازيا، قضية كارلوس غصن تتفاعل، فإذ بدت العلاقات اللبنانية-اليابانية جانحة الى تدهور، بدا التناغم اللبناني- الفرنسي واضحا في كيفية التعاطي البارد لبيروت وباريس مع مطالب طوكيو لاسترجاع غصن.
مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"
لونت السنة أول أيامها بالأسود، فكتبت لنجوى قاسم خبرا قرأه زملاؤها، وبين رحلة مهنية من دبي إلى بيروت يسائل رفاقها اليوم حال الدار ومطارح اللعب، فتصبح نجوى صحافية لبنان نجمة الكتب وتصير هي الحدث من العربية.
سر المهنة وأناقتها غابت عن عمر ناهز آلاف الأخبار، ونشراتها وحواراتها وعن خطر تنقل بين العراق وأفغانسان، وعن بلاد آمنت بثورتها التي بلغت الثمانية والسبعين يوما، ودعتنا نجوى بكلام الذين حفظوا لبنانهم في القلب لكن قلبها قرر الاستقالة وأعلن التوقف عن النبض محتفظا بالوطن داخل جسد بلا روح كاتما سر المهنة.
نجوى قاسم التي فارقتنا من دبي في اليوم الثاني من السنة، تزودت قبل رحيلها عاطفة نبيلة لبلاد تتغير كذلك زودت أبناء الصحافة أداء احترم كل الآراء، وهي التي أسست لمشوارها من قناة الجديد في مطلع التسعينيات قبل أن تصبح شقراء القناة الزرقاء في المستقبل وتختتم مسيرتها في العربية.
وإذا كان الخبر الأسود قد وقع كانفجار على الإعلام فإن الإشعار الأحمر في ملف كارلوس غصن قد وصل إلى لبنان في مذكرة الانتربول الدولية، لكن لبنان كان صارما في رفض التسليم لأن غصن دخل لبنانه، وما على اليابان سوى البحث عن نقاط ضعفها وعن الثغر الأمنية والسياسية والقضائية وحركة الملاحة الجوية، التي سمحت لرجل محاصر بكسر حصاره والتسلل من إمبراطورية اليابان العظمى من دون أن تلمحه عين.
هي مسؤولياتكم كدولة مصنعة لكن لبنان الرسمي والأمني والقضائي، كان يؤكد عبر أكثر من مصدر أنه ليس ملتزما الخدمة السريعة.
فالقانون معه وإذا أرادت طوكيو محاكمته في بيروت فعليها تاليا تزويد الدولة اللبنانية ملف الاتهام وهي لم تفعل سابقا ولا يعتقد أنها ستنفذ مستقبلا. والى ان تجهز اليابان ملفاتها، فإن لدينا ما هو اهم للمحاكمة في زمن الثورة وعلى توقيت استراد الاموال المنهوبة. لكن عجلة هذه المحاكمات تصطدم بعراقيل القوانين والمجالس المحصنة للزعماء .
فمع مرور شهر على طلب النائب العام المالي علي ابراهيم اتهام وزراء الاتصالات السابقين نقولا صحناوي، بطرس حرب وجمال الجراح ومحاكمتهم أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء لا تزال المحاسبة رهينة مجلس متعفن ونائم وغير مفعل. وبجرأة سياسية اكثر من لافتة أطلق الوزير السابق بطرس حرب اعتراضا مدويا لم تقابله السلطات القضائية بأي رد فعل إيجابي. فهو أعلن تنازله عن المحاكمة أمام المجلس الأعلى وطلب قضاء عاديا ورأى حرب أن القاضي علي ابراهيم ارتكب خطأ كبيرا بتنازله عن صلاحياته ومنع القضاء الجزائي من النظر في الافعال المنسوبة الى الوزراء والمتعلقة بالإخلال بواجباتهم الوظيفية وقال حرب إن هذا الامر سوف يعطل عمليات المحاسبة لمسؤولين أوصلوا الدولة الى هنا وإن المدعي العام المالي حول هذه الملفات الى مجلس النواب " لتنقبر ".
وبتفسير لخطوة حرب فإنه يدعو القضاء الى محاكمته كوزير سابق أمام قضاء عادي كحال كل الناس وكمواطن عادي، أو كبقية المسؤولين في بلدان اخرى سبق أن حوكموا ودخلوا السجون بناء على اجراءات قضائية لا تعوقها مجالس وحصانات.