تقترب لائحة قوى الثامن من آذار من إبصار النور خلال الساعات المقبلة، إذ تجمع أوساط الأطراف المشاركة فيها أن المفاوضات أصبحت في خواتيمها، لكن بالتوازي يعمل وزير البيئة طارق الخطيب على التفاوض مع "الجماعة الإسلامية" للتفاهم معها على صيغة تعاون ممكنة في هذه الدائرة.
من المتوقع أن يتوج تفاوض الخطيب مع "الجماعة" بلقائه أمينها العام عزام الأيوبي خلال ساعات، إذ إن المفاوضات تقف عند حاجز أساسي، هو رغبة الخطيب بأن تخوض الجماعة الإنتخابات تصويتاً لا ترشيحاً وذلك ضمن سلّة كاملة تطال كل الدوائر المشتركة في لبنان، على أن تعطي صوتها له (للخطيب)، لكن أوساط الجماعة أكدت أنها مصرة على خوض الإنتخابات ترشيحاً.
لكن رغبة "الجماعة" لا ترضي قوى الثامن من آّذار، خصوصاً النائب طلال إرسلان، إذ إن مرشح الجماعة من بلدة برجا حيث يعمل اللواء علي الحاج على تأسيس حالة شعبية تدعمه في معركته الإنتخابية التي سيكون في حال النجاح فيها في كتلة إرسلان.
في المقابل تؤكد مصادر معنية في داخل "التيار الوطني الحرّ" أن حِراك الخطيب لا يحظى برضى عوني في الدائرة، خاصة أن هناك وجهة نظر تقول بأن الأصوات التي ستؤمنها "الجماعة" ستخسرها اللائحة مسيحياً، إذ إن الخطاب الذي يعتمده المرشحون العونيون ليس مناسباً لإنضمام الجماعة الإسلامية.
أوساط في قوى الثامن من آذار أكدت بدورها أن الرفض العوني في الدائرة يرافقه رفض "قومي" وإرسلاني إذ ليس هناك أي إمكانية للتخلي عن الحاج كمرشح أساسي، "حتى لو أراد التيار الوطني الحرّ ذلك، فقد حصل التيار على 5 مرشحين في اللائحة، ويسعى إلى إيصال 3 منهم، وبالتالي لا يمكنه فرض تحالف على حساب أحد المرشحين الأساسيين.
وتؤكد الأوساط أن كل هذه المعوقات لن تقف أمام إعلان اللائحة الذي سيصبح واقعاً خلال الأيام القليلة القادمة.
وفي الإطار نفسه لفتت الأوساط أن هناك توجه لإقناع الوزير السابق رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب بالإنسحاب من المعركة، وذلك لتتمكن قوى الثامن من آذار المتحالفة مع "التيار الوطني الحرّ" تحقيق خرق هام في اللائحة الإشتراكية، عبر 5 أو 6 نواب.
لكن وفي حديث لـ"لبنان 24" نفت مصادر مقربة من وهاب أي حديث عن إنسحابه معتبرةً أن هذه المعركة هي معركة حياة أو موت له، وفكرة الإنسحاب غير مطروحة أصلاً.
وأشارت المصادر إلى أن وهاب يقوم بإتصالات مع العديد من الأفرقاء السياسيين في الجبل من أجل عقد تحالف معهم.
بدورها تعترف ماكينة الحزب الإشتراكي بوجود خلل بالترشيحات على لائحتها، سنياً بعد إستبعاد برجا عن الترشيحات مما يعطي هامشاً كبيراً للائحة المضادة من أجل اللعب على الإستقطاب من داخلها، وثانيها إستبعاد ساحل الشوف بعد ترشيح غطاس خوري مكان إيلي عون الأمر الذي ترك الساحة في الساحل خالية للمرشح العوني ماريو عون الذي قد يشد العصب.
لكن مصادر الماكينة الإشتراكية، ترى أن هذا الخلل وإستفادة 8 آذار منه لن يكون مؤثراً بشكل حقيقي على الحصص والنتائج، بل إن الأمر سيُعزز فقط، قدرة اللائحة المنافسة للحصول على الحصة المتوقعة.