وتطرقت صحيفة "صباح" التركية في مقال نشرته للكاتب أوكان موداريس أوغلو إلى الصعوبات والحلول التي تواجه "الدبلوماسية العسكرية مع الروس"، مشيرة إلى أنه "منذ الدخول بسوريا إلى جانب الروس، بدأ التنسيق العسكري الدبلوماسي يتزايد".
وأوضحت الصحيفة أنّ "هذا الأمر له حساسية شديدة، نظراً لاختلاف مدارس الجنود الروس والأتراك، وعدم معرفتهم بمبادئ العمل وقوانين القيادة الخاصة ببعضهم البعض، إضافة إلى صعوبة التنسيق في الجغرافية السورية".
الحوار مع الروس
ولفتت الصحيفة إلى أنّ التنسيق العسكري بين روسيا وتركيا يعود إلى حادثة إسقاط الطائرة الروسية في عام 2015، وكان الطرفان يعتمدان آلية مشتركة للتواصل بينهما، منوهة إلى أن "العلاقة بين الرئيسين التركي والروسي ساهمتا في اتخاذ خطوات تصالحية وتطوير للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين".
وذكرت الصحيفة التركية أنّ الحوار مع الروس كان له تأثير إيجابية خلال تنفيذ عملية "غصن الزيتون" في بداية عام 2018، مؤكّدة أنّ حماية نقاط المراقبة التركية الـ12 المنتشرة في إدلب، من هجمات النظام السوري، جرى بتعاون عسكري مع روسيا.
وعقب عملية "نبع السلام"، أوضحت الصحيفة أنّ "الاتفاق في سوتشي نتج عنه تسيير الدوريات المشتركة بين روسيا وتركيا بعمق 10 كلم"، مضيفة: "الجمع بين العسكريين الروس والأتراك كان صعبا، لكن التجربة الجديدة أثبتت نجاح هيئة الأركان التركية في التحدث والتوافق مع الروس".
وشرحت الصحيفة آلية التنسيق العسكري الحالي بين تركيا وروسيا، لافتة إلى أنّ هناك تواصلاً مباشراً بين وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان العامة ونظرائهما الروس عن طريق الهاتف.
وتابعت: "بسبب هيكل النظام العسكري الروسي الذي يعتمد على التقاليد السوفتية، يمكن حل القضايا المسببة للأزمات، من خلال العلاقة القوية بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين"، منوهة إلى أن "الروس كلفوا جنرالا رئيسيا في قاعدة حميميم بسوريا لحل المشكلات العسكرية العالقة، مع جنرال تركي كلفته أنقرة بهذه المهمة".
الاتصال الفوري
وبينت الصحيفة أن "إمكانية الاتصال الفوري لاستمرارية الدوريات المشتركة بين الجانبين متاحة"، موضحة أنه "تم تشكيل دوريات في ثلاثة مجالات رئيسية، الأولى تسير في مناطق شرق وغرب مدينة القامشلي، والثانية تسير غرب مدينة تل الأبيض التي تسيطر على أجوائها الطائرات التركية، والثالثة تسير على حدود مدينة عين العرب (كوباني)".
وأفادت بأنّه "تقرر تسيير دوريات مشتركة بأربع مدرعات من كلا البلدين، بوجود مترجم فوري للاتصال"، مؤكدة أن "الكتيبة الشيشانية التي جلبها الروس لفهم التركية تحولت أيضا إلى ميزة في الدبلوماسية العسكرية بين الجانبين".
وأشارت إلى أن تركيا اقترحت أن تسير الدوريات المشتركة 3 أيام في الأسبوع، في حين اقترحت روسيا تسييرها يومين فقط، مضيفة أنّه "تم الاتفاق على أن تكرار الدوريات سيتحدد وفقا للتطورات الميدانية الساخنة".
وبحسب الصحيفة، فإنّه بالإضافة إلى أنشطة الدرويات المشتركة، تم اعتماد قيام القوات التركية بإنشاء مراكز لمراقبة الطرق عند نقاط "العبور الحرجة".