الصورتان هما ابنتا الواقع إلى حدّ ما، وهذا ما يتظهر اليوم بشكلٍ جلّي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالصور التي تُظهر عنصر الأمن وهو يساعد مسنّاً أو طفلاً، أو يتبرع أو حتى يسعف قطّة تنتشر كالنار في الهشيم، فيتداولها الناشطون بأمل يدفعهم إلى تأدية التحيّة لصاحب الصورة المعلوم بالنسبة إليهم بأخلاقه وتواضعه والمجهول بهويته، في المقابل تظهر أيضاً تلك الصور أو الفيديوهات التي تُرْفق بشكاوى يصرخها مواطنون، وبطلها "دركي" بطلجي وآخر "أزعر" وثالث يستقوي على الآخرين.
وجود هذه النماذج في قوى الامن الداخلي، يحيلنا إلى وزيرة الداخلية ريّا الحسن والشعار الذي رفعته يوم دخلت الوزارة حيث أكّدت على "أنسنتها"، ولا شكّ أنّ للوزيرة جهوداً عديدة سجلّت لها في عدة ملفات وأهمها ملف التعذيب في السجون.
في هذا السياق تؤكد مصادر الداخلية لـ"لبنان 24" أن "كل شكوى تصل إلى قوى الأمن تعالج سريعاً"، موضحة أنّ تعليمات الوزيرة صارمة في هذا الموضوع وأنّ أي عنصر يخطئ يتم اتخاذ إجراءات بحقّه.
وإذ تلفت إلى أنّ بعض المواطنين يعتدون أحياناً على قوى الأمن، تشدد المصادر بالتالي على حرص الوزيرة الحسن على راحة المواطن، ففريقها في الوزارة يبقى مستنفراً لمتابعة أيّ شكوى تصل إليه والتواصل مع صاحبها.
في المقابل، يؤكد مصدر أمني لـ"لبنان 24"، أنّ الجزء الأكبر من عناصر قوى الأمن يتعاطى بإنسانية، مستشهداً بالصور التي يلتقطها لهم المواطنون والتي تنتشر بعفوية، كما بأفراد الأمن الذين يعتنون بحالات خاصة من المفقودين التي تصل إليهم، وبينهم شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة موجود منذ 25 يوماً في مخفر الهرمل وما زال.
يوضح المصدر أيضاً أنّ الصورة السلبية على قلّتها، تحدث ضجّة أكثر من الإيجابية، مع العلم أنّ المعالجة والمحاسبة تتم، لافتاً إلى أنّ هناك مواكبة دائمة للشكاوى التي ترد على صفحة قوى الأمن الداخلي سواء على موقع "تويتر"، أم "فيسبوك"..وغيرها من الصفحات المعنية.
وفي ما يتعلق بالاتجاه للشرطة المجتمعية، يؤكد المصدر أنّ "الاستراتيجية الخمسية لقوى الأمن (2018 - 2022)."، تلحظ هذا الأمر، وأنّها بالفعل تذهب بهذا الاتجاه والتدريبات باتت مكثفة مؤخراً لتحويل عمل عنصر الأمن إلى خدمة في قوى الأمن الداخلي، خدمة تؤسس للحصول على ثقة المواطن ولتكوين شراكة معه، موضحاً أنّ هذا هو الهدف الذي يركّز عليه اللواء عماد عثمان، ومتوقفاً عند التعاون الدائم بين قوى الأمن والجمعيات الأهلية في مجالات مختلفة..