دام اللقاء نحو أربعين دقيقة، واستعرضت خلاله بشعلاني بداية لتاريخية مجلس كنائس الشرق الأوسط ورسالته المسكونية، شاكرة البابا على "المبادرات الاستثنائية التي يطلقها في سبيل تدعيم العمل المسكوني بما يخدم الشهادة ليسوع المسيح خادما لكرامة الانسان".
ثم شددت بشعلاني على "جوهرية مسار كايروس الشرق الأوسط: نحو ميثاق عالمي للكنائس، والذي يحمل في طياته تلاقيا بنيويا مع رؤية البابا ومواقفه الرسولية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الشرق الأوسط والعالم"، طالبة البركة الرسولية ومتعهدة انجاز هذا المسار قبيل الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنوي انعقادها في العراق في أيلول من سنة 2020.
وأكدت الأمينة العامة للبابا فرنسيس أن "المسيحيين في الشرق الأوسط ليسوا أقلية ولا يحتاجون الى حمايات، وهم بشهادتهم بناة جسور بينهم وبين شركائهم من كل الأديان في المنطقة والعالم".
من جهته رحب البابا فرنسيس بالأمينة العامة والوفد المرافق، مذكرا إياها بمداخلتها "الجريئة والمنهجية" إبان اللقاء المسكوني في باري في تموز 2018، وداعيا مجلس كنائس الشرق الأوسط الى "العمل بجهد لبلورة فعالة لمفهوم وعيش المجمعية التي هي في أساس وحدة الكنيسة، وهي التعبير القوي عن دينامية الروح القدس فيها".
وإذ حيا البابا فرنسيس جهود الأمينة العامة كامرأة على رأس الأمانة العامة للمجلس، ذكرها والوفد بأن "الكنيسة هي إمرأة، أوليست هي عروس المسيح؟"، كما زودها والوفد بتوجيهاته متمنيا للمجلس "الاستمرار في شهادة بث الرجاء في منطقة مشتعلة بما يثمر السلام ويعيد للانسان فيها كرامته".
في الختام منح البابا فرنسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط بركته، وتمنت عليه الأمينة العامة "الإنطلاق بإعداد مجمع فاتيكاني ثالث في الألفية الثالثة، إذ أن العالم ينتظر صوتا نبويا في مواجهة تصاعد موجات الشعبوية والقومية العنصرية والتطرف". وقد أجابها البابا: "صلوا لي، هذا ليس بالأمر السهل".
وكانت بشعلاني قدمت للبابا فرنسيس في بداية اللقاء أيقونة للقديس أغناطيوس الأنطاكي علامة الوحدة بين الكنائس، فيما منحها البابا وأعضاء الوفد ميداليته البابوية.