هنأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المرأة في عيدها، معتبرا انها "مثل الروح للجسد، ولا مجتمعات من دون هذه الروح اي المرأة". وأمل في أن "تسخى الدولة اللبنانية والشعب اللبناني بأصواتهم للمرأة".
كلام الراعي جاء خلال الاحتفال الذي اقامه مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية المارونية في بكركي. وشارك في الاحتفال المطارنة: سمعان عطالله، بولس مطر، طانيوس الخوري وحنا علوان، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الام جوديث هارون، الرئيسة العامة لراهبات سانت تيريز الام بولين فارس، ومنسقة راعوية المراة في بكركي الام دومينيك الحلبي، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان، وشخصيات اجتماعية وثقافية ونقابية.
وقال الراعي في المناسبة: "انها ساعة ممتعة أرجعتم فيها واحدا منا الى اخته وأمه، واستذكرنا اننا على أيديهم تربينا. شكرا لمكتب راعوية المراة لأنكم أظهرتم الموضوع الذي اخترتموه السنة "منتمية ومبادرة". انه الانتماء بالكلمة التي قالتها مريم للملاك "نعم"، وانتماؤها لتدبير الله الخلاصي، والمبادرة عندما أسرعت الى الخدمة".
وأضاف: "في اليوم العالمي للمرأة اهنىء واحيي كل امراة، الام والأخت والمكرسة، الام التي تعمل في الخفاء والام المريضة، الام الموجودة في كل قطاعات الحياة. صحيح ان اليوم هو عيدكم، انما ايضا هو عيد الكنيسة والمجتمع والاوطان. لقد تربى يسوع على يد مريم الام، وكان في حاجة الى هذه الام، ويقول القديس البابا يوحنا الثاني "لا احد يعرف وجه يسوع مثل أمه مريم التي حملته وربته"، ربته على رسالته وانا مؤمن انه أخذ كل قوته من مريم أمه، هذا السر يبقى في قلبه وفي قلب مريم".
واستشهد البطريرك بالقديس اغوسطينوس الذي كانت أمه سر ارتداه لانها صلت وبكت، واعطى مثلين عن الدور والاهمية للام في تربية الاولاد: الاول الرئيس الاميركي لينكولن والرئيس الفرنسي ماكرون.
وراى البطريرك الراعي ان "المراة في الكنيسة والدولة هي صاحبة القرار، لانها هي من تربي الأجيال. كل المبادرات الاجتماعية والإنسانية والإنمائية نرى المراة على الساحة، ولا احد يجهل دورها في الكنيسة".
وشكر الراعي المرأة "أينما كانت وفي اي ظرف كانت فيه، او الاوضاع التي هي فيها، في البيت او الكنيسة او المجتمع او الدولة، اريد ان أشكرها لانتمائها إلى العائلة والدولة والمجتمع والكنيسة، ولكل المبادرات التي تقوم بها في هذه القطاعات الأربعة. المرأة هي مثل الروح للجسد، ولامجتمعات من دون هذه الروح اي المرأة".
ولفت إلى أنّ "من المؤسف اليوم ان يجعل الكثير من الاشخاص المرأة سلعة ويحتقرونها، وكثيرا من المجتمعات ما زالت تنظر اليها كصنف ثاني. ونحن نعمل كي تتحرر المرأة وتعيش جمال حياتها وعطاءاتها. وكلنا يسعى، والكنيسة لم تتأخر في تعليمها وإنما المشكلة في الأنظمة والتقاليد التي مازالت موجودة نحترمها ولكن تؤثر في حياة المرأة".
واشار الى اننا "مسيحيا نحمل الرسالة، ثقافتنا الانجيلية والكنسية، وكل تعاليم الكنيسة تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة، صحيح ان المجتمعات في معظمها ذكورية، وعندنا ما زال كذلك انما نحن على تقدم. لدينا 111 مرشحة للانتخابات النيابية، كنا نتمنى لو ينجحن جميعهن إلّا أنّ عدد أعضاء مجلس النواب 128، ونحن نقبل بنجاح ربع هذا العدد. المرأة تعطينا الحياة".
وختم البطريرك "أتمنى على الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ان يسخى بصوته للمرأة، من الجميل ان يكون لدينا عدد "حرزان" في مجلس النواب والحكومة والإدارات، لان لبنان في حاجة الى اشخاص يعملون بجدية ومن كل قلبهم مثل المرأة".