كتب الصحافي غسان ريفي في موقع "سفير الشمال": "كالصاعقة نزل خبر ترشيح كريم كبارة نجل وزير العمل محمد كبارة على تيار المستقبل الذي دخل في إرباك ليس من السهل أن يخرج منه على صعيد لائحته في طرابلس، خصوصا أن الوزير كبارة كان تقدم قبل أيام بترشيحه حيث من المفترض أن يكون هو على لائحة المستقبل، لكن ترشيح نجله كريم جاء ليعيد خلط الأوراق من جديد ويضع المستقبل أمام مفترق طرق خطير من شأنه أن يفقده الرافعة الشعبية الطرابلسية في حال لم يرضخ لشروط "أبو العبد".
لا أحد يستطيع أن يلوم الوزير محمد كبارة، فالرجل الذي يعتبر عميد نواب طرابلس قدم لتيار المستقبل كل ما لديه، ودافع عنه وحمل قضيته بكل أمانة، لكن المستقبل أراد أن يتعامل معه في هذه الانتخابات بأنانية سياسية منقطعة النظير، حيث سيقوم بتجيير الأصوات التفضيلية لأنصاره وأصوات ماكينة النائب محمد الصفدي الى النائب سمير الجسر الذي يرافق أمين عام المستقبل أحمد الحريري في جولاته في طرابلس، بينما المطلوب من الوزير كبارة أن يضع قاعدته الشعبية الكبيرة في خدمة الحاصل الانتخابي للائحة الزرقاء من دون أن يبادر المستقبل الى إعطائه أية أصوات تفضيلية.
ترشيح كريم كبارة يترجم رغبة والده بأن يحل مكانه في المقعد النيابي، خصوصا بعد 25 عاما من العمل الدؤوب والمنتج، وقد فاتح الوزير كبارة الرئيس سعد الحريري بذلك، لكنه رفض وأصر على أن يترشح شخصيا، في حين وافق الحريري على ترشيح نجل النائب أحمد فتفت (سامي) في الضنية، علما أن أنصار كبارة عبروا أكثر من مرة عن إستيائهم مع تعاطي تيار المستقبل معهم بعدم تجيير أية أصوات إنتخابية للوزير كبارة.
تشير المعطيات الى أن ترشيح كريم كبارة سيضع تيار المستقبل أمام خيارين فإما أن يقبل به على لائحته وأن يمنحه أصواتا تفضيلية كما هو حال النائب سمير الجسر، وبالتالي يستطيع الوزير كبارة أن يعزف عن الترشيح وأن يرتاح، أو فإن الخيارات قد تكون مفتوحة على مصراعيها أمام الوزير كبارة ونجله كريم الذي يبدو أنه أخذ الضوء الأخضر من والده ليبدأ مسيرته السياسية بتمثيل عائلة كبارة في طرابلس".
(سفير الشمال)