كما وأعرب البطريرك بدوره عن سروره برعاية الحدث، واكمال مشروع زرع الارز على هذه الجبال، "من الارز وصولا الى الحدد وتنورين". وأضاف: "أريد أن أحيي السيد حلو وزوجته وابنته، والنائب جوزيف اسحق ومن خلاله الى النائب ستريدا جعجع والدكتور سمير جعجع". كما وحيا "كل المشاركين ولجنة المحافظة على البيئة ولجنة التحريج والقوى الامنية والصليب الاحمر والدفاع المدني وشباب الاغتراب".
وتابع: "ان الكرسي البطريركي في الديمان سعيد جدا بان يقدم كما كل البلديات الاراضي اللازمة لتشجير الارز بكل فخر واعتزاز، لاننا بذلك نكمل تاريخنا المجيد، تاريخ يعود بنا الى الوادي المقدس، ويعلمنا ان شعبنا في لبنان قام على الايمان والتواضع والتجذر في الارض، فشعبنا يعيش الشموخ في التطلع في الاخلاق والقيم، هذه رسالتنا التواضع والشموخ والتواضع هو الاساس عبر التاصل بالارض اللبنانية ونشر الثقافة. فالارز يعيش بين العواصف وتغطيه الثلوج، تضربه الرياح والاعاصير افقيا واللبنانيون مدعوون ان يتأصلوا في تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم وينشروها. هذا هو معنى الانتشار اللبناني، ومن هنا نحيي الاستاذ الفريدو وعقيلته وابنته، وكل المنتشرين والشبيبة التي هي معنا اليوم... ننطلق في العالم حاملين في القلب والفكر ما تعلمناه من ثقافتنا اللبنانية، فالكثيرون لم يعرفوا لبنان وهم في الخارج، ولكن يحملونه في روحهم ودمهم. وكل بلد زرناه من بلاد العالم لم نسمع الا المديح باللبنانيين، فهم المساهمون الاوائل في نهضة هذه البلدان، وهم محترمون، ومن خلال اعمالهم يكرموننا جميعا ويقدروننا. فقصة اللبناني انه صعد من وادي قنوبين وارتفع بطموحه إلى أعلى الجبال لانه لا يقبل ان يبقى في مكانه فهو طموح ومغامر".
وروى الراعي أنه "عندما كان في زيارة للبرازيل، طرح سؤالا (لماذا تحبون اللبناني؟)، فكان الجواب "أنه ابن بيئته، ينظر فيرى البحر أمامه فيرغب في رؤية ما وراءه، ويسافر ويحلم بالعلاقات مع الناس، ويسير في المجهول وحقيبته على ظهره، ويتعرف ويحقق هدفه وعندما ينظر الى ورائه، يرى الجبال فيصعد الى اعلى قممه، هذا هو سر اللبناني قصة الارز ووادي قنوبين وعلينا ان نحافظ عليها. ونحن نقوم بجهد كبير بعمل للتاريخ، ولالاف السنوات نزرع الى الابد فلبنان امانة في اعناقنا، وعلينا ان نحافظ على ثقافته وحضارته وارضه وحدوده، ولا يمكن ان نفصله عن الله عن كتابه المقدس. ثمة صعوبات ومشاكل كثيرة علينا ان نواجهها كما الارز في مواجهة العواصف. فأباؤنا واجدادنا وشهداؤنا واجهوا الصعوبات وحافظوا على لبنان".
وختم: "برؤية النبي حزقيال عندما راى نسرا كبيرا يحمل الوانا متعددة استقر على قمة الارز فكانت علامة ان هذا الوطن هو بلد التنوع والتعددية، وعلينا ان نحافظ عليه. وفي النظام السياسي لا يقوم لبنان على الثنائيات والاحاديات والاقصاء فقيمة لبنان بالوانه المتعددة الدينية والثقافية والحزبية والسياسية وهي الاساس لترسيخ وحدتنا اللبنانية".
لوحة تذكارية
بعدها ازيحت الستارة عن اللوحة التذكارية وقام البطريرك واسحق وحلو وافراد عائلته بزرع غرسات ارز مطلقين مشروع التشجير. وفي المناسة كان محطة فنية موسيقة راقصة باشراف الاب خليل رحمة.