نعت صفحات موالية للنظام، اليوم الاثنين، القيادي في مليشيا "حزب الله" اللبنانية مشهور زيدان، الذي قتل إثر تفجير استهدف سيارته على جسر القليعة في بلدة سعسع جنوب غربي دمشق. ورجّح ناشطون استهدافه بصاروخ من طائرة "درونز".
وزيدان، من بلدة حضر في القنيطرة، ويعتبر من أبرز قادة المليشيا في الجنوب السوري، وتولى قيادة مجموعات في درعا والقنيطرة والغوطة الشرقية، خلال السنوات الماضية، ولديه بطاقات هوية متعددة بأسماء مختلفة.
الناشطون أكدوا أن زيدان اختفى قبل أربعة أشهر بشكل غامض، وترددت الأنباء حينها عن مقتله في الغوطة الشرقية، قبل أن يتضح أنه تم استدعاؤه من قبل "حزب الله" إلى لبنان، ليعود في ما بعد مع تغيير جديد في هويته ومهام عمله. وأشار ناشطون إلى أن مجموعة للحزب وصلت إلى المنطقة عقب استهدافه، للتعرف على الجثة.
وليس واضحاً، إذا ما كانت وكالة "سانا" الرسمية، قد تحدثت عن زيدان، بالخبر المقتضب الذي نشرته، وجاء فيه: "استشهد رجل وطفلة وأصيبت 3 نساء بجروح خطيرة وحروق نتيجة سقوط قذيفة صاروخية على سيارتهم في قرية القليعات بمنطقة سعسع في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي".
من جانب آخر، قُتِلَ وجُرحَ مدنيون وعناصر من قوات الشرطة والأمن العام، الاثنين، في 3 انفجارات منفصلة في مدينتي اعزاز وجرابلس وبلدة اخترين شمالي حلب. وانفجرت دراجة نارية مفخخة في مغسل سيارات في اخترين، استهدفت سيارة تابعة لمنظمة "IHH" الإنسانية التركية. وانفجرت دراجة أخرى في سوق شعبي بمدينة جرابلس، إضافة لعبوة ناسفة انفجرت على طريق عام في محيط مدينة اعزاز واستهدفت سيارة تابعة لقوات الشرطة والأمن العام، خلال مرورها على الطريق.
من جهة أخرى، هاجم تنظيم "الدولة"، مساء الأحد، مواقع لقوات النظام والمليشيات الإيرانية في بادية الميادين شرقي ديرالزور، ودارت اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، ما أسفر عن مقتل 4 عناصر من التنظيم على الأقل، و7 عناصر من قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
ونقلت ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني عدداً من عناصرها من مدينة البوكمال إلى منطقة الثلاثات ببادية البوكمال، لتعيد تمركزها هناك، تزامناً مع دخول 5 سيارات تُقل عناصر من مليشيا "حزب الله" العراقي من العراق إلى منطقة الكتف بالمدينة. وترافق ذلك مع استنفار أمني لـ"الحرس الثوري" ما منع الأهالي من الاقتراب من المربعات الأمنية ومن مواقعه قرب مشفى بدر بشار الهجانة.
على صعيد مختلف، قالت مصادر كردية سورية لوكالة "آكي" الإيطالية، إن "الإدارة الذاتية لن تمانع التعامل مع أي جهة تحقق لها المنافع والمكاسب الاقتصادية، لكن عوامل متعددة تقلل من قدرتها على التصرف بحرية كاملة، من بينها مصالح وشراكات مع رجال أعمال سوريين، وتوافقات تحدد المسموحات والممنوعات أميركياً"، إضافة للحدود التي لا بد من أخذها بالاعتبار مع النظام، القادر على العرقلة والتخريب بوسائل متعددة.
وأوضحت المصادر وجود شراكة حالياً بين "الإدارة الذاتية" ورجال اعمال سوريين، لكن "هناك خلافات بينهم وبين كبار رجالات أسرة الأسد المتخصصين بالقضايا الاقتصادية وبإدارة الشؤون المالية، وهذه الخلافات تنعكس على العلاقات الكردية مع المحيط السوري، فهم ملتزمون مع من يحقق لهم منفعة أكبر، لكنهم في الوقت نفسه يحتاجون للعلاقة الجيدة مع رجال النظام".
من جانب آخر، ودعت المستشارة الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة لسوريا نجاة رشدي، الدول الأعضاء لدعم الأولويات الإنسانية العاجلة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن ما يقدر بـ11.7 مليون شخص بحاجة للمساعدة على نطاق سوريا ككل، من بينهم 5 ملايين في حاجة ملحة للعون.
وأضافت رشدي أن تصاعد العنف اليومي شمال غربي سوريا ما زال مستمراً، وأن أكثر من 350 مدنياً قتلوا في الاشتباكات الأخيرة في منطقة خفض التصعيد بإدلب. وأشارت إلى أن تقارير الشؤون الإنسانية تشير إلى نزوح أكثر من 330 ألف شخص اضطرارياً، 30 ألفاً منهم اتجهوا نحو المناطق التي يسيطر عليها النظام. ونوهت رشدي إلى أنه "حتى مكافحة الإرهاب يجب أن تكون بامتثال تام للقانون الدولي لحقوق الإنساني، ويجب تقديم مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي إلى العدالة".
في الأثناء، تبنّت المفوضية الأوروبية مجموعة جديدة من البرامج الهادفة لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا والمجموعات المضيفة لها، بقيمة تمويل تصل إلى 1.41 مليار يورو، ما يرفع مبلغ المساعدات المقدمة للاجئين في تركيا إلى 5.6 مليار يورو، من أصل 6 مليارات تم التعهد بصرفها في اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي عام 2016. وتتركز البرامج على تحسين الخدمات الصحية والحماية والدعم الاجتماعي والاقتصادي للاجئين، وتطوير البنية التحتية في البلديات التركية التي تستضيفهم.
المصدر: المدن