السفير العراقي: ندعو كلّ اللاجئين العراقيين إلى العودة الطوعية

السفير العراقي: ندعو كلّ اللاجئين العراقيين إلى العودة الطوعية
السفير العراقي: ندعو كلّ اللاجئين العراقيين إلى العودة الطوعية

دعا السفير العراقي علي بندر العامري "كلّ اللاجئين العراقيين في لبنان ولا سيّما المسيحيين إلى العودة الطوعية إلى بلدهم، لان مناطقهم أصبحت آمنة وجيدة، و"البعبع" الذي كان يخيفهم ولى وانهزم، والآن أخوهم العراقي الذي استطاع ان يحرر أراضيهم هو الموجود ويقول لهم "تعالوا أهلا بكم"، وقال: "من يرغب بالعودة فليراجع السفارة العراقية وهي تؤمن له كل التسهيلات وتذليل اي صعاب لإعادتهم".

وعن "مطالبة الحكومة العراقية مباشرة بعد تحرير المناطق من الإرهاب بالعودة الطوعية"، قال العامري في حديث لبرنامج "مع الوداد" عبر "إذاعة لبنان" مع الزميلة وداد حجاج: "نحن كسفارة استطعنا بالتعاون مع الجهات اللبنانية إعادة العدد الكبير من العراقيين وتسوية وضعهم القانوني في لبنان، وان نتحمل تكاليف سفرهم الى العراق وعودتهم سالمين. وهناك أجهزة حكومية تعمل على مدار الساعة لتوفير مسكن لهم وإعادتهم الى مناطقهم".

وردّاً على سؤال عن عدد اللاجئين العراقيين في لبنان قال: "لا إحصاء ثابتاً لأنّ العدد متغير، ومن الصعب أعطاء رقم ثابت، لكن هناك جالية عراقية في لبنان منذ عشرات السنين لا يصل عددها الى أكثر من 4000، في حين أن اللاجئين يزيد على هذا العدد". وطمأن إلى أن "الحرب انتهت بشكل رسمي عندما أعلن ذلك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وكذلك القضاء على الارهاب، لكن تبقى هناك بعض الجيوب كما في أي دولة أخرى، وهي الآن إلى تناقص كبير في حين أنّ هناك تطوراً كبيراً في الجانب الأمني. وعندما قضينا على الإرهاب في العراق، كانت العملية قضاء على الإرهاب في العالم كله، فالعراق قاتل نيابة عن العالم".

وعن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أخيراً إلى بغداد، قال: "كان لها الأثر الكبير في تطوير العلاقات الثنائية، وكنا سعداء جدا عند إطلالة الرئيس عون في بغداد التي رقصت فرحا بوجوده، وكانت صوره في شوارع بغداد فرحا واعتزازا، وكنا نتمنى لو ان الزيارة حصلت منذ زمن، فهذه الزيارة ستضاعف الوجود اللبناني في العراق".

وعن مشاركة الشركات اللبنانية بإعادة إعمار العراق، قال العامري: "نحن فخورون بمشاركتهم، وهم موجودون أصلا في العراق ومن أوائل الشركات التي حضرت للاستثمار، ونتمنى وجودها الدائم نظرا للتشابه الكبير، فهي تعرف ظروف العمل في العراق وثقافة العراقيين جيدا، وهذه المعرفة لها تأثير كبير في نجاح العمل. هناك تزاحم بين الشركات العراقية للتعاون مع الشركات اللبنانية في الاستثمار في كل المجالات، منها الطاقة والنفط والبناء والاقتصاد والسياحة والتجارة. العراقيون يحبون التواجد اللبناني وبالتالي الشركات اللبنانية مرحب بها كثيرا ولها مكانة أساسية في العمل في العراق، ووجود الرئيس عون في بغداد دعم وضاعف هذا الاتجاه. نتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد اجتماع اللجنة العراقية- اللبنانية المشتركة في بغداد خلال هذا الشهر، دعما كبيرا للشركات اللبنانية بالاتجاهين العمودي والأفقي. في العراق شركات كبيرة وعملاقة، لكن بسبب الظرف الأمني صار هناك تصدع في قسم منها وبالتالي لا تستطيع ان تفي بكل التزاماتها، وأصبحنا مضطرين لأن نستعين بشركات اخرى لها خبرة مساوية او أكثر، وهذا متوفر لدى الشركات اللبنانية التي ستملأ الفراغ او التصدع".

وعن المساعدة التي يمكن ان يقدمها العراق في خبرته النفطية في لبنان قال: "في العراق شركات نفطية عملت في مجال النفط والاستكشافات والتكرير والصناعة النفطية، ونعتقد ان بإمكان الشركات العراقية مع الخبرات المتراكمة والصناعية، المساهمة في عمليات استكشاف النفط في لبنان والتكرير".

ونوه العامري بالنموذج اللبناني المتعدد، معربا عن اعتقاده انه "قابل للتطبيق في العراق". وقال: "نعتقد في العراق ان أساس النظام الديموقراطي مشاركة الجميع في ادارة الدولة، وهناك في العراق مكونات متعددة والكثير من الطوائف، ونعتقد ان مساهمة هذه الفئات من كل المجتمع العراقي ضرورية، وعند البحث عن مثال للتعددية في الساحة الاقليمية، نجد الساحة اللبنانية التي فيها نظام ديموقراطي وتعددية، ومشاركة للجميع، وبالتالي اقتبسنا هذه التجربة وطبقناها على الحالة العراقية فنجحت بعض الشيء، مع الأخذ في الاعتبار الخصوصية العراقية المتعلقة بثقافتنا وتقاليدنا الاجتماعية، وهي صيغة قابلة للحياة وإلا لما استطعنا ان نستمر بها، ومع مرور الزمن نكسب الخبرات ونتطور في العمل السياسي، لذا نجد ان العملية السياسية في العراق اليوم تختلف عما كانت عليه في الأعوام 2003 و 2005 و 2010. لدينا ادارة للدولة تشترك فيها كل مكونات الشعب العراقي، وبوحدتنا استطعنا اختزال الزمن المقدر لتحرير أراضينا والتغلب على الارهاب، فلبنان عمق للعراق، والعراق عمق للبنان".

وفي موضوع الأموال التي خصصت في مؤتمر إعادة بناء العراق قال: "نشكر للكويت استضافة هذا المؤتمر، وهذا ما يعكس جليا على أمن وازدهار العراق ويشكل أهمية كبرى للمجتمع الدولي وتقييما لمستقبل العراق. العراق يحتاج الى أكثر من 88 مليار دولار لإعادة إعماره، فمنذ الثمانينات تأخرت عجلة البناء في كل المجالات بسبب الحروب والحصار والارهاب، وبالتالي كل العراق يحتاج الى إعادة إعمار لكن الأولوية للمناطق المحررة كالموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى لانها تضررت كثيرا، والخطة التي وضعتها الحكومة مستمرة. العراق ليس بلدا فقيرا، بل فيه إمكانات مادية وبشرية جيدة يستطيع ان يقف لفترات طويلة، وسنستطيع ان نعيد إعمار العراق بأفضل ما يمكن بفترة قياسية تماما كما استطعنا ان نحرر مناطقنا من الارهاب".

وكشف أنّ "مؤتمر الكويت لن يكون الأول وليس الأخير، بل سيكون هناك مزيد من المؤتمرات لدعم العراق، وما حصل بين العراق والكويت كان غمامة انتهت وذهبت كما يحصل مع كل الدول في التاريخ، ونحن في مرحلة جديدة بتطوير علاقات أخوية شقيقة، وجيرة مع أشقائنا وأهلنا في الكويت".

وعن موضوع الآثار العراقية ختم العامري: "إنها إرث حضاري ليس فقط للعراقيين بل للانسانية، والاونيسكو جادة في مساعدتنا، ومن ضمنها لبنان في عملية استرجاع القطع الأثرية، وهناك خطة للحكومة في عملية استرداد الآثار ومستمرون بها، وكذلك بناء المتاحف بالطريقة اللائقة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!