اظهرت موجة الصقيع والثلج التي تضرب اوروبا منذ ايام عدة واسفرت حتى الان عن مصرع نحو ستين شخصا بوادر قليلة على الانتهاء الجمعة، فيما تنتظر القارة "التي ترتجف" نهاية للفوضى التي خلفها الصقيع القادم من سيبيريا.
وبعد تساقط كثيف للثلوج والعواصف التي ضربت اوروبا الخميس، تحسنت الأحوال الجوية في بعض المناطق، لكن درجات الحرارة ما تزال عموما تحت الصفر، ما يؤدي الى تاخير في المواصلات والسكك الحديد والمطارات.
واعلن مطار جنيف اعادة فتح ابوابه بعد منتصف نهار الجمعة "رغم الاحوال الجوية غير المؤاتية"، بعد أن حذر في وقت سابق من أنه قد يظل مغلقا لليوم الثاني على التوالي فيما لا تزال العاصفة الثلجية تضرب المدينة السويسرية الواقعة في قلب اوروبا.
ورغم ذلك، حذرت سلطات المطار من عمليات "تأخير وإلغاء".
وشهدت سويسرا انخفاض درجات الحرارة في شكل قياسي إلى 40 مئوية تحت الصفر بسبب العاصفة الثلجية المستمرة التي اثرت على حركة النقل الجوي، والبري والسكك الحديد في ارجاء اوروبا وغطت شواطئ المتوسط بطبقة من الجليد.
الوحش "القاسي"
واسفرت موجة الصقيع عن وفاة 59 شخصا على الاقل منذ الجمعة بحسب تعداد لمكاتب فرانس برس في اوروبا.
وقضى 23 شخصا في بولندا وسبعة في سلوفاكيا وستة في جمهورية تشيكيا وخمسة في ليتوانيا واربعة في فرنسا وثلاثة على الاقل في اسبانيا واثنان في كل من ايطاليا ورومانيا وصربيا وسلوفينيا، وشخص واحد في هولندا وبريطانيا والسويد.
ووصف الإعلام البريطاني العاصفة الثلجية "بالوحش القادم من الشرق"، فيما وصفت في هولندا بـ"الدب السيبيري"، وفي السويد بـ"مدفع الجليد".
وأرجأ الصقيع خطط رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي لالقاء خطاب حول بريكست في مدينة نيوكاسل في شمال شرق البلاد.
وقررت ماي البقاء في لندن بسبب الفوضى في النقل، حيث علق مئات الركاب في سيارتهم حول مدينة مانشستر في شمال غرب بريطانيا. ونشرت السلطات قوات عسكرية في هامشير في اقصى الجنوب لمساعدة سائقين عالقين بمواجهة تساقط الثلوج والعواصف.
وفي ايرلندا، كتب وزير الاسكان ايوغان ميرفي على تويتر أن "العاصفة الثلجية مرت الآن"، ناصحا المواطنين بالخروج من منازلهم مع توخي "اقصى الحذر".
ولا يزال مطار دبلن مغلقا حتى السبت على الأقل في ايرلندا، حيث كانت شبكة الكهرباء مقطوعة عن نحو 24 الف شخص صباح الجمعة.
ولا تزال درجات الحرارة في لندن ودبلن تحت الصفر في منتصف النهار، في حين توقع مكتب الارصاد الجوية البريطاني سقوط مزيد من الثلوج.
ولا تزال ايطاليا تعاني من درجات حرارة تحت الصفر فيما أدت الظروف المناخية القاسية لاغلاق عدد من الطرق السريعة بسبب كثافة الثلوج، فيما حذرت الارصاد الجوية من أن المناطق الشمالية والوسطى ستشهد تحسنا بطيئا.
وقررت السلطات الابقاء على العديد من المدارس مغلقة، فيما ابلغت المواطنين التزام منازلهم إلا إذ احتاجوا للتنقل بشكل عاجل.
وشهدت صربيا وكرواتيا بعض التحسن، لكن شخصين لقيا مصرعهما ليل الخميس الجمعة في بولندا مع انخفاض درجات الحرارة الى ادنى من 27 درجة مئوية تحت الصفر.
وسجلت قرية فولدال، في وسط النروج، 42 درجة مئوية تحت الصفر وهي الادنى المسجلة في أوروبا خلال الايام الأخيرة.
(أ.ف.ب)