ردًّا على جزيني: الالتزام اللبنانيّ المتكامل.. جعجع مثلًا ومثالًا

ردًّا على جزيني: الالتزام اللبنانيّ المتكامل.. جعجع مثلًا ومثالًا
ردًّا على جزيني: الالتزام اللبنانيّ المتكامل.. جعجع مثلًا ومثالًا

صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية “موقف من موقف”

كتب السيد أيمن جزيني في موقع أساس ميديا، بتاريخ السبت ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٣، مقالًا تحت عنوان “العجز اللبنانيّ المتكامل.. جعجع مثلًا ومثالًا”، ضمّنه جملة من المغالطات، لا بُدّ من تصويبها.

– أوّلًا، إنّ توصيف قرار التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون بالتسوية (بمفهومها اللبناني)، هو مخالف للوقائع، التي تؤكّد أنّ “القوات” لم تسلك مسارًا ملتويًا ولم تبرم اتّفاقًا من تحت الطاولة، ولم تتقدّم خلسةً في طرح مطلبها، بل أعلنت جِهارًا موقفها الدّاعي لوجوب تأجيل تسريح العماد جوزف عون ربطًا بالأمن القومي، كما قدّمت اقتراح القانون بالعلن دون تردّد، وجاهرت أمام الجميع بدعوة كلّ القوى للترفّع عن حساباتها الخاصّة ووضع مصلحة اللبنانيين فوق أيّ اعتبار، إضافةً إلى أنّ مطلب التمديد العسكري ليس مطلبًا خاصًّا يتطلّب “تسوية”، بل هو مطلب شعبي كنسي سياسي لبناني عارم، عدا عن أنّ أيّ تسوية تعني بمفهومها الضيّق أنّها معالجة لمخالفة، في حين أنّ عدم التمديد وبالتالي إدخال الجيش اللبناني بخطر التزعزع هو المخالفة بحدّ ذاتها التي حرصت معراب على تجنّبها ونجحت بذلك.

– ثانيًا، سأل السيد جزيني “كيف صار جعجع مشّجعًا على حوارات جانبية بدل مجلس النواب كهيئة انتخابية”، وهنا يبدو أنّ الذاكرة قد خانت الكاتب من جهة أنّ رئيس “القوات” لطالما أكّد بأنّ النقاشات الثنائية هي سبيل طبيعي للوصول إلى نقاط مشتركة في الملف الرئاسي وقد اعتمدها مع مختلف قوى المعارضة، مجموعات وشخصيات، ولكنّه رفض رفضًا قاطعًا الغرق في مستنقع “الحوار التقليدي” حول طاولة الفولكلور اللبناني الذي أثبت فشله ونواياه الخبيثة، وهو مازال على موقفه هذا، الذي لا يمنع من نقل تجربة التمديد لقائد الجيش إلى الاستحقاق الرئاسي، وهنا نُذكّر الكاتب بمواقف الدكتور جعجع التي أشار فيها إلى نموذج انتخاب رئيس مجلس النواب الأميركي حيث تُعتمد النقاشات الثنائيّة الجانبيّة لا الحوارات الفضفاضة.

– ثالثًا، الكلام عن “نزول جعجع عن الشجرة” في توصيف موقف معراب من التمديد لقائد الجيش، ليس سوى توصيفًا مقصودًا، مأسوفًا على سطحيّته، للتّعمية عمّا نجح رئيس “القوات” في إنجازه لمصلحة لبنان الدولة والأمن والأمان، وليس سوى تشويهًا لواقع أنّ حضور أعضاء تكتل “الجمهورية القوية” إلى المجلس النيابي، لم يكن تراجعًا عن موقفهم في رفض التشريع في ظلّ الشغور الرئاسي، بل كان بشكل واضح وصريح إنقاذًا لآخر مؤسّسة لبنانيّة صامدة في ظرف خطير يمرّ على اللبنانيّين، عدا عن أنّ نوّاب التكتّل لم يُشاركوا بالنّقاش التشريعي ولم يُباركوا لا تشريعًا ولا مَن يُشرّعون، أمّا لغة الأشجار والنزول عنها، فلا صلاحيّة لها هنا، فالقاصي والداني يعترفان، بأنّ الدكتور جعجع نجح بإبعاد لبنان برمّته عن حافّة الهاوية بخطوته هذه.

– رابعًا، وصف التمديد العسكري بالترهّل السياسي، بغية لصق هذه الصّفة برئيس “القوات”، لا يصحّ بتاتًا، خاصّةً أنّ الموضوعيّة تقتضي بِمَن يدّعيها، أن يعترف بأنّ مَن أوصل البلاد لهذه المرحلة التي حتّمت خيار التمديد دون غيره، هو فريق الممانعة الذي عطّل ومازال الانتخابات الرئاسيّة، فهنا يكمل الترهّل السياسي، وبالتالي من غير الجائز وبمعرض التحليل مقاربة نتيجة ما دون العودة لمُسبّباتها، فلو فعل الجميع كما فعلت معراب في التزامها المسار الدستوري في الانتخابات الرئاسيّة، لكان لدينا رئيس للدولة يُعيّن قائدًا جديدًا للجيش ولما احتجنا خطوة التمديد.

– أخيرًا، إنّ الالتزام التّام بالحفاظ على مصلحة اللبنانيّين مهما كلّف الأمر، حتّى لو كان الثّمن خروج بعض أصوات حرف الحقائق حُبًّا بالتنظير، هو الانجاز الحقيقي، أمّا العجز الحقيقي فيكمن في بعض النّفوس والمَدارِك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!