فيما تستمر المفاوضات في القاهرة، والحراك المصري القطري الأميركي خلف الكواليس من أجل التوصل لهدنة في قطاع غزة، وإطلاق سراح المزيد من الأسرى، لا تزال احتمالات التوصل إلى اتفاق غير واضحة مع إصرار حركة حماس على عدم مناقشة أي أمر قبل الإنهاء الكامل للهجوم الإسرائيلي، بينما تتمسك إسرائيل بوقف مؤقت لإطلاق النار “بهدف إنساني” وفق تعبير مسؤوليها.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن “المبعوثين يركزون في مناقشاتهم على تحديد الأسرى الذين يمكن إطلاق سراحهم من قبل كل من الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في حال إبرام هدنة جديدة”.
كما أردف أن “إسرائيل تصر على إطلاق سراح جميع النساء والرجال المسنين المتبقين”، حسب ما نقلت وكالة “رويترز”، اليوم الخميس.
فيما قد تتضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل، “مدانين بجرائم خطيرة”، وفق المصدر.
لكن المستشار الإعلامي لإسماعيل هنية طاهر النونو، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي وصل القاهرة أمس الأربعاء، قال إن “الحركة ليست مستعدة لمناقشة إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين، ما لم تنهي إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ويزيد حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين”.
وقال النونو من القاهرة “قضية الأسرى يمكن التفاوض حولها بعد تطبيق هذين الأمرين، إذ لا نستطيع الحديث عن مفاوضات في وقت تستمر فيه إسرائيل في عدوانها.”
كما أوضح أن “وفد الحركة قدم في مصر شرحا مستفيضا للأوضاع الميدانية والسياسية والحاجات المطلوبة لتحسين الظروف الإنسانية وزيادة المساعدات للشعب الفلسطيني وإيصال هذه المساعدات لكافة مناطق القطاع في الشمال والجنوب”.
وأضاف “تحدثنا مع الأشقاء في مصر بوضوح عن موقفنا تجاه هذا العدوان وضرورة وقفه كأولوية الآن”.
يأتي ذلك، فيما يتوقع أن يزور زعيم حركة الجهاد التي تحتجز بدورها أسرى في غزة، مصر في الأيام المقبلة أيضا لبحث وضع حد للصراع.
وكانت هدنة سابقة امتدت أسبوعاً أواخر الشهر الماضي، أفضت إلى تبادل أسرى بين الطرفين، لكنها عادت وانهارت مطلع الشهر الحالي (كانون الاول 2023)
فيما أفرجت حماس حينها عن نحو 110 امرأة وطفلاً وأجنبياً كانت تحتجزهم في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 امرأة وطفلاً فلسطينياً.
يذكر أن زيارة هنية لمصر تعد بمثابة تدخل شخصي نادر في الجهود الدبلوماسية، وهو أمر قام به في السابق فقط عندما بدا إحراز التقدم مرجحاً.
وكانت آخر زيارة له إلى القاهرة في أوائل تشرين الثاني قبل الإعلان عن الهدنة الوحيدة في حرب غزة حتى الآن
في المقابل، لم تعلق إسرائيل علناً على المحادثات الجارية في مصر. لكنها استبعدت وقفا دائما لإطلاق النار، مؤكدة أنها “لن توافق إلا على هدنة إنسانية محدودة حتى هزيمة حماس”.