يوم جديد من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة يشهده قطاع غزة اليوم الأربعاء، فيما تلوح في الأفق بارقة أمل قد تؤشر لقرب وقف إطلاق نار لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يعيش مأساة إنسانية حقيقة منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول.
وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بـ”وجود استهدافات إسرائيلية بالأحزمة النارية والقذائف المدفعية على جباليا شمالي قطاع غزة، كما أفاد بوقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر القسام وعناصر الجيش الإسرائيلي في منطقة المغراقة شمال النصيرات وسط قطاع غزة، ووسط خان يونس”.
وتزامنا، أفاد إعلام إسرائيلي بأن “الجيش أعلن مقتل ضابط في جنوب غزة ليرتفع إجمالي القتلى إلى 133 منذ بدء العملية البرية”.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “العملية العسكرية في شمال قطاع غزة، تتركز على ما وصفه بالتطهير النهائي لمنطقة غزة والدخول تحت الأرض إلى الأنفاق في أعماق كبيرة. ووصف غالانت مدينة خان يونس بالعاصمة الجديدة”. على حد تعبيره، مشيرا إلى أن “العملية هناك ستكون عابرة للمراحل حتى تحقيق كافة الأهداف، على حد قوله. وقال الوزير الإسرائيلي إن “الجيش سيُحضر كبار قادة حماس إلى المقبرة أو السجن”، على تعبيره.
سياسياً، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” Times of Israel أن “تل أبيب أبلغت قطر بأنها مستعدةٌ للتهدئة في غزة لمدة أسبوع مقابل الإفراج عن 40 محتجزاً لدى حماس”. وأضافت الصحيفة أن “إسرائيل تريد من حركة حماس أن تفرج عن النساء اللاتي ما زلن أسيرات لدى الحركة، والرجالِ الذين تزيدُ أعمارهُم عن 60 عاماً، والمختطفين الذين يعانون من أمراضٍ تهدد حياتهم أو يحتاجون إلى علاج عاجل”.
كما أعربت إسرائيل عن “استعدادِها لإطلاقِ سراح أسرى فلسطينيين مدنين متهمين بارتكاب هجمات أكثر خطورة من أولئك الذين أُطلقَ سراحُهم في الصفقة السابقة”.
وتزامنا، يبحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية اليوم الأربعاء في مصر محادثات محورها “التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، فيما يجري التحضير في أوسلو لجولة جديدة من مفاوضات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والأسرى الإسرائيليين، يجري التحضير لها في أوسلو النرويجية، التي طالما شهدت محاولات التقريب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن هناك صعوبات جمة تهدد بإفشال المباحثات.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر دبلوماسية أنّ “تصويت مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في غزّة أرجئ مجدّداً إلى اليوم الأربعاء، بعد إرجاءات سابقة متكرّرة، للسماح بمواصلة المفاوضات بشأن مشروع القرار المقترح”.
ودعت المسودّة الأخيرة التي اعدّتها الإمارات العربية المتّحدة إلى “تعليق الأعمال القتالية في القطاع افساحاً في المجال لإدخال المساعدة الإنسانية”.
هذا وذكرت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الأربعاء أن “الوزير ديفيد كاميرون سوف يزور الأردن ومصر من أجل الدفع باتجاه التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين وإنهاء إطلاق الصواريخ على إسرائيل”.
ونقل موقع وزارة الخارجية عن كاميرون قوله “سوف أقوم بزيارتي الثانية للمنطقة من أجل الدفع باتجاه دخول المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح المحتجزين.. سوف أعمل على البناء على قرار إسرائيل بفتح معبر كرم أبو سالم لضمان دخول المزيد من المساعدات والوقود إلى غزة من خلال أكبر عدد ممكن من المعابر”.
وواصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء قصفه وعملياته البرية في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وانطلقت شرارة الحرب في 7 تشرين الأول المنصرم بهجوم غير مسبوق شنّته حماس داخل إسرائيل انطلاقاَ من قطاع غزة، أوقع نحو 1140 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين، كما اقتيد نحو 250 أسيراً إلى القطاع، وفقا للسلطات الإسرائيلية، ما زال 129 منهم محتجزين في غزة.
ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس وبدأت هجوماً واسع النطاق تسبب بدمار هائل في قطاع غزة. وأوقع القصف 19,667 قتيلاً على الأقل، نحو 70% منهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لحكومة حماس الثلاثاء.
وكانت هدنة دخلت مفاعيلها حيّز التنفيذ في 24 تشرين الثاني واستمرت حتى الأول من كانون الأول، قد أتاحت الإفراج عن 80 رهينة كانت محتجزة في قطاع غزة في مقابل 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.