أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

الحاج: لن نقبل الاستمرار بالنزيف القائم ولن نترك لبنان

أطلقت منظمة “المستقلون” السياسية، بالتعاون مع مكتب مؤسسة كونراد آديناور في لبنان ومرصد اللامركزية في جامعة سيّدة اللويزة، دراستها الأخيرة حول اللامركزية في لبنان، بعنوان “اللامركزية في السياق السياسي اللبناني المعقّد، نعمة أم نقمة؟”

تخلل الحفل كلمات افتتاحية من رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، الذي رحب بالحضور وشدد على أهمية اقامة ندوات تتناول اللامركزية ملقياً الضوء على حاجة لبنان الماسة للنهوض واعادة التشكيل.

أما مدير مكتب لبنان في مؤسسة كونراد آديناور، مايكل باور فبدوره أكد ان اللامركزية موضوع نقاش وبحث برز مؤخرا وان كونراد آديناور تسعى دائما الى تفعيل دور المجتمع المدني، لذلك تعاونت مع منظمة “المستقلون” لنشر البحث.

وأكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، ورئيس منظمة “المستقلون” ان المنظمة لطالما حملت مبدأ بناء المواطنية سبيلاً، وعبّرت عن أهمية احياء الطبقة الوسطى كمدماك اساسي لبناء مجتمع قوي، يكسر النظام الزبائني ويفعل القدرة على المحاسبة ضمن نظام ديمقراطي حقيقي وطالبت باعتماد مبدأ الحياد الايجابي في علاقات لبنان الدولية كسياسة خارجية فعّالة في تجنيب لبنان دفع فاتورة الانقسام السياسي الاقليمي والدولي.

 

واعتبر الحاج ان سقوط “النموذج الاقتصادي” كان تعبيراً صارخاً عن سقوط غير المعلن “للنموذج السياسي-الاداري المركزي” فمن يعلن صراحة هذه الحقيقية؟ ومن يسلك الطريق العلمي والتقني والسياسي الصحيح؟

واسف الحاج لكون النظام المركزي مزّق اوصال الدولة وسرّع انهيار الادارة العامة وشلل البلديات، سائلاً، الى متى التكابر والتعنت والشهوة على السلطة والحكم؟ ومن ستحكمون؟ شعباً بعضه هاجر، وبعضه قبر، وبعضه يموت جوعاً ومرضاً وحاجة.

وشدد على ان استمرار هذا النموذج يشكل جريمةً موصوفةً سيحكم التاريخ فيها لعنةً على كل من شارك وبرر وتماشى مع الواقع القائم! مؤكدا ضرورة البحث الجدي عن نموذج جديد لا مركزي، لا يقف عند حدود توسيع صلاحيات المجالس المحلية المنتخبة ادارياً، بل اضفاء طابع اقتصادي تخصصي يفتح للمناطق المحلية مجال التنافس والتكامل في ما بينها واجتذاب الاستثمارات لتصبح تلك المناطق متطورة وعصرية.

وأضاف، “نموذج نظام لا مركزي فعّال قابل للتطبيق وغير قابل للتعطيل يوفّر سيل الحياة المنتظمة ويؤمن حقوق المواطن وحقه بمستقبل آمن، يجعل من لبنان مع رزمة اصلاحات اخرى على صعيد النقدي والمالي والتحوّل الرقمي، يجعل من لبنان 10452 كلم2 واحة حضارية انمائية متألقة”.

وتابع، “سأسمح لنفسي ان أعلن كنائب وعضو في تكتل الجمهورية القوية، اننا لن نقبل ان يستمر النزيف القائم، فلن نيأس، ولن نستسلم، ولن نترك لبنان، فلدينا الجرأة والقدرة على مواجهة الواقع، وفتح الباب امام بناء دولة فعلية، سننجح لان الاحباط واليأس ليس قدر المصممين، الصادقين، المخلصين، المؤمنين والافياء.

وبعد كلمة الحاج قدم الدراسة التي تحمل عنوان “اللامركزية في السياق السياسي اللبناني المعقّد، نعمة أم نقمة؟” المهندس رودولف سعاده، الكاتب الرئيسي ومستشار السياسات العامة.

كما تخلل الحفل أيضا جلسة نقاش، ادارها الإعلامي ماجد بو هدير، الى جانب مداخلات من خبراء دوليين عن أفضل الممارسات الدولية والدروس المستفادة من ألمانيا السيّد دافيد لونغن، مدير مدينة ونائب رئيس بلدية مولهايم على نهر الرور، ومن العراق السيّد حمزة حداد، مسؤول في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وعرضت الحلقة وجهات نظر وزير الداخلية السابق زياد بارود ورئيس مرصد اللامركزية في جامعة سيدة اللويزة، وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب غادة أيوب.

 

وفي هذا الاطار، أكد الوزير بارود أن مشروع قانون طرح للنقاش يتم العمل عليه مع مجموعة من الخبراء لاصلاح البلد. اللامركزية هي واحدة من الحلول وليست الحل الكامل. نحن بأزمة تحتاج الى الكثير من الابحاث والافكار خلال هذه الازمات الاقتصادية والنظامية. نحن امام هواجس تنطرح ويتم اسكاتنا. يجب الإستماع الينا منذ ال 89 وحتى اليوم. نريد ابعد من اللامركزية نريد مجموعات سياسية وعلمية مع كونراد آديناور بصورة عامة لوضع اللامركزية واحتضانها. نحن بمرحلة اقرار المشروع، فقد تم اطلاقه بال 2014 وتم تبنيه كمشروع قانون في 2016. المهم ايجاد ضغط كبير لاقراره.

 

قالت عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب غادة أيوب من جهتها ان المهم اليوم التقاء المعارضة على مرشح واحد يحمل مواصفات الرئيس الانقاذي، ودعت كافة نواب المعارضة الى تحمل مسؤولياتهم في انتخاب رئيس للجمهورية تنتج عنه سلطة وحكومة جديدة تضع حدا للانهيار الحاصل.

وأضافت انه ليس من قبيل الصدفة ان اللامركزية الإدارية الموسّعة لم تُقّر حتى اليوم. اذ هناك من يريد السلطة المركزية ويتمسّك بها للحفاظ على سلطته وهيمنته ومصالحه.

من الواضح ان بعض الطبقة السياسية يتهرّب من اقرار القانون، لأن السلطة المركزية كما اشرت تشكّل واحدة من وسائل تقاسم النفوذ والمحاصصة وتحقيق المصالح، خصوصاً بعد الطائف.

ان توفّر الإرادة السياسية من شأنه ازالة الكثير من العقبات الأساسية من امام اللامركزية الادارية. والسؤال المطروح اليوم اي لامركزية مطلوبة؟

يعيش لبنان في الواقع اللامركزية من خلال العمل البلدي. لكن يتمّ الخلط بين اللامركزية الإدارية والفيدرالية. فاللامركزية هي تنظيم اداري، في حين ان الفيدرالية هي نظام سياسي.

النقاش الأساسي الدائر اليوم هو حول وجه اللامركزية وحدودها. هل تكون ادارية فقط؟ هل يمكن ان تكون ادارية من دون ان تكون ماليّة كذلك؟

فالمطروح منذ العام 1989 تاريخ اقرار الطائف هو كيفية الوصول الى اللامركزية الإدارية الموسّعة بما يضمن اعطاء صلاحيات واسعة وواضحة لمجالس القضاء تتيح لها النجاح بمهمتها. وهذا يفرض في جانب منه اعادة النظر في التقسيم الإداري القائم وتأمين التمويل اللازم لمجالس الأقضية.

وأكدت ايوب ان اعتماد اللامركزية هو الحل للكثير من المشاكل والأزمات القائمة التي يشكو منها اللبنانيون ولتحقيق الانماء المتوازن بعيداً عن المحسوبيات والتوزيع غير العادل للموارد المالية المطلوبة. وقد اشار الرئيس فؤاد شهاب الى اهمية الإنماء في تحقيق الوحدة بقوله، “ان تخلّف البلاد سببٌ رئيسي في تفكّك وحدتها”. وبرأيي ان اللامركزية الإدارية ببُعدها الإنمائي تعزّز الوحدة. اضافة الى ان اللامركزية الادارية تتيح للمواطن رقابة مباشرة على نشاطات مجلس القضاء. والرقابة الشعبية يمارسها الشعب مباشرة من خلال انتخاب الهيئة العامة.

كما اشارت ايوب الى وجود تجربة ناجحة في البلديات. فقانون البلديات يعطي المعنيين امكانية الإستعلام عن العمل البلدي بحيث يحق لكل صاحب مصلحة في دائرة البلدية ان يطلب إعطاءه على نفقته نسخة عن قرارات المجلس البلدي او رئيسه. وان نقل هذه التجربة الى مجلس القضاء يسمح بتحقيق الشفافية المطلوبة ويرفع امكانات المساءلة والمحاسبة.

وانهت ايوب قائلة:” من الضروري مقاربة الموضوع اليوم من خلال مجموعة خطوات ابرزها :

أ- استعادة الدولة من حكم الدويلة واقامة دولة القانون، هي الخطوة الأولى على طريق اقرار اللامركزية الإدارية الموسّعة.

ب-اعتبار اللامركزية الادارية والمالية الموسعة اولوية في برنامج حكم رئيس الجمهورية العتيد بعد انتخابه، بوصف اللامركزية خطوة اصلاحية مطلوبة .

ج- تعزيز ثقافة اللامركزية الادارية وعمل الهيئات المحلية عبر حملات توعية وتوجيه تجعل الناس يتفهّمون ثقافة اللامركزية الادارية، ويقتنعون بها للحصول على افضل الخدمات وتحسين مستوى حياتهم .”

 

وفي مداخلة عبر تطبيق زوم، قال السيد دافيد لانجين, في ألمانيا لدينا نظام متعدد المستويات وهذا يعني أن لدينا تسلسلاً هرميًا للقواعد والقوانين والتشريعات الأساسية. يضمن القانون الأساسي للسلطات المحلية نقل المهام. مجال المدارس والجامعات والسياسة حيث تسيطر السلطات. مما يعني أن لدينا منافسة بين الدول.

تابع: نحن بحاجة إلى تصور مقدار المال حيث يكون لدى بلد فقير مبلغ معين من المال. ثانيًا، الاتصال بين السلطات المحلية والجهات المانحة وهو أمر مهم للغاية على المستوى المحلي. يمكن أن يكون النظام متعدد المستويات، مشكلة كبيرة مثل العراق حيث أن لديهم لوائح وتشريعات مختلفة مع الاتحاد الأوروبي.

بدوره اجرى الخبير السياسي في العراق حمزة حداد مداخلة اخرى عبر زوم، واعتبر ان العراق واحدة من 3 دول يمكن للبنان أن يتعلم منها وأن يحرص على عدم تكرار الأخطاء مثل الضغط الدولي والجمعيات. كان هناك الكثير من الضغط لإعادة البناء.

هذا وأتيحت الفرصة للحضور للتعرف على أحدث الأبحاث والتطورات في مجال اللامركزية وتبادل الأفكار ووجهات النظر حول هذا الموضوع. وكانت المناقشات والحوارات التي جرت خلال الحدث مثمرة ومفيدة، وتم تحديد العديد من الأفكار والتوصيات القيِّمة لتنفيذ اللامركزية في لبنان.

تشكل الدراسة مساهمة مهمة في النقاش حول اللامركزية في لبنان، وتقدم رؤى وتوصيات قيمة حول هذا الموضوع لاسيما لجهة تحديد العوامل والمعايير والشروط التي يجب اخذها بعين الاعتبار عند مقاربة أي مشروع نظام سياسي.

وقد حضر الحفل، الى جانب النواب غادة ايوب، ورازي الحاج، والوزير السابق زياد بارود، النائب جهاد بقرادوني ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب سعيد الأسمر ووفد ديبلوماسي كبير.

كما حضر ممثلا النائب فؤاد مخزومي الدكتور روجيه شويري والاستاذ برنار بريدي، أمين عام حزب الوطنيين الاحرار فرنسوا زعتر، الاستاذ كميل جوزف شمعون ممثلا النائب كميل شمعون،  الجنرال عبدالمجيد عواد ممثلا اللواء اشرف ريفي، السيدة مريان رنو رئيسة المهن الحرة في حزب الوطنيين الاحرار، امين عام مندى الارز الاستاذ شكري مكرزل، دكتور عماد شمعون المنسق العام للتجمع الفدرالي من اجل لبنان، رئيس المجلس الوطني للانماء السياحي الاستاذ بيار الاشقر، منسق الشاوية والقنيطرة في حزب القوات اللبنانية الاستاذ مارك روكز والدكتور جورج غصوب، رئيس جهاز الشوون الاجتماعية في القوات اللبنانية الاستاذ طوني رزق،

‏BPW Lebanon السيدة كارمن زغيب سيدات الاعمال والمهن، الاعلامية وعضو الجبهة السيادية السيدة ساميا خداج، الاستاذ طوني اسمر حزب الوطنيين الاحرار، رئيس بلدية بسكنتا الاستاذ جورج العلم، رئيس بلدية المروج الاستاذ سمعان الخراط، رئيس بلدية العطشانة الاستاذ جورج جبور، رئيس بلدية كفرتيه الاستاذ جان معلوف، رئيس بلدية عين سعادة الاستاذ انطوان بو عون، رئيس بلدية الخنشارة الاستاذ اسعد رياشي، رئيس بلدية الجديدة الاستاذ انطوان جبارة، رئيس بلدية بياقوت الاستاذ عصام زيتون، رئيس اتحاد بلديات الضنية وبلدية الضنية محمد سعدية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أميركا للبنان: أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد!