رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، أن “الاستحقاق الرئاسي مخطوف من قبل فريق الممانعة، وذلك بتوجيه من حزب الله الذي يرعى المصالح الإيرانية على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين”، متمنياً “لو كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، صادقا بمطالبته اللبنانيين عدم انتظار الخارج لانتخاب رئيس للجمهورية، اذ ان كل المعطيات تؤكد ان ما يريده الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ويسعى اليه، التفاهم مع الخارج على قاعدة الانتخابات الرئاسية مقابل مكاسب سياسية له أي مقايضة الانتخابات الرئاسية بسلة من التعهدات الدولية، أهمها حماية دوره ونفوذه وسلاحه في البيان الوزاري للحكومة المقبلة”.
ولفت كرم في تصريح لـ”الأنباء”، إلى أن “نصرالله صادق مع نفسه وليس مع اللبنانيين فيما خص طلبه بعدم تدخل الخارج بالانتخابات الرئاسية، وذلك انطلاقا من تعاطيه مع لبنان على انه حديقة خلفية لنظام الخامنئي، ويعتبر بالتالي ان أي مسعى خارجي لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة، هو تدخل مباشر بالشأن الإيراني، متوجهاً الى نصرالله بالقول: من لا يريد تدخل الخارج بالاستحقاق الرئاسي، لا يعطل جلسات انتخاب الرئيس عبر تطيير النصاب في الدورة الثانية”، مشيراً بمعنى آخر إلى أن “مشكلة نصرالله، إضافة الى انه لا يعترف أساسا بالعمل الديموقراطي، انه لا يتقبل الخسارة بأي استحقاق انتخابي رئاسي كان أو نيابي، وحتى في تأليف الحكومات رئاسة وأعضاء وبيان وزاري، ذلك من منطلق قناعته بأن الخسارة تعني انزلاق لبنان خارج القبضة الإيرانية وانتهاء المشروع الفارسي التدميري للبنان والمنطقة العربية”.
وأكد كرم أن “حزب الله وحليفه جبران باسيل، يتحمل كل بالتساوي مع الآخر عملية تعطيل الانتخابات الرئاسية، لكونهما يؤمنان بأن تعطيل الدولة وشل البلاد، يحقق لهما المكاسب السياسية والنفوذ داخل المؤسسات الدستورية، مشيرا في المقابل الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، يتحمل المسؤولية الأكبر حيال انتخاب رئيس للجمهورية وفق النصوص والآلية الدستورية، من هنا يعتبر كرم ان التوجه بوجدانية الى الرئيس بري كما يفعل رئيس حزب قوات اللبنانية سمير جعجع ومن خلفه تكتل الجمهورية القوية، قد يحمله في نهاية المطاف على التمايز عن حزب الله، وبالتالي على تحرير الاستحقاق الرئاسي من القبضة الإيرانية، والطائفة الشيعية اللبنانية بامتياز من هيمنة الخامنئي عليها، خصوصاً أنه لا أحد يستطيع المزايدة على لبنانية بري، وعلى تمسكه بانتماء لبنان الى الهوية العربية”.
وتابع، “حزب الله يحاول اختصار معركة الانتخابات الرئاسية ومعركة تأليف الحكومة ومعركة البيان الوزاري، بمعركة واحدة ألا وهي تسوية مع الخارج تؤمن له ما يسعى اليه ضمن اجندته الإيرانية، لكنه حتما لن ينجح في ظل توازن القوى داخل مجلس النواب وفي ظل رفض الشعب اللبناني لقيام ولاية رئاسية وحكومة بشروط حزب الله ومن خلفه نظام الملالي في إيران”.