تحتفل الولايات المتحدة بعيد الميلاد في أجواء عاصفة “تاريخية” حرمت 1,5 مليون منزل من الكهرباء وأدت في موسم السفر هذا، إلى إلغاء أكثر من 5 آلاف رحلة جوية وإغلاق طرق سريعة وحوادث سقط في بعضها قتلى.
وهذه العاصفة التي وصفتها وكالات الأرصاد الجوية الأميركية بـ”التاريخية” تخللها تساقط كثيف للثلوج وهبات رياح قطبية وانخفاض في درجات الحرارة إلى 48 دون الصفر في بعض الأماكن.
وحتى صباح الجمعة، أطلقت تحذيرات وإرشادات لأكثر من 240 مليون شخص أو 70% من الأميركيين في الولايات المتحدة.
وأدت هذه الظاهرة إلى فوضى في قطاع النقل بينما اجتاح ملايين الأميركيين الطرق والمطارات للسفر في موسم أعياد نهاية السنة.
وفي ولاية نيويورك، منع التنقل في مقاطعة ايري.
وحرم نحو 1,5 مليون منزل من الكهرباء الجمعة خصوصا في كارولاينا الشمالية ومين وفرجينيا حسب الموقع الالكتروني المتخصص “باور-اوتيج. يو اس”. وحتى مساء الجمعة كان نحو مليون من هذه المنازل بلا كهرباء.
وضربت العاصفة مساحة واسعة تمتد من الحدود الكندية في الشمال إلى الحدود المكسيكية في الجنوب.
وفي إل باسو بولاية تكساس فتحت مراكز إيواء ليتمكن المهاجرون من المكسيك من حماية أنفسهم من خطر البرد مع تدني درجات الحرارة. وقالت المتطوعة روزا فالكون (56 عاما) لوكالة فرانس برس ان كثيرين يترددون في قبول العرض وعدد منهم “ينامون ببساطة ملفوفين في بطانيات”.
وأعلنت ولايات عدة حالة الطوارئ، بينها نيويورك وأوكلاهوما وكنتاكي وجورجيا وكارولاينا الشمالية. وكانت الرؤية فيها شبه معدومة بينما أصبحت الطرق فيها خطيرة جدا بسبب الصقيع والجليد.
وقال حاكم ولاية كنتاكي آندي بيشير في تصريحات لشبكة “سي إن إن”، محذرا إنه “يجب البقاء في المنازل وعدم المجازفة على الطرق”. وأضاف “تريد عائلتك أن تراك في المنزل في عيد الميلاد لكن الأهم من ذلك أنها تريد أن تراك حيا”.
وأكد أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم على طرق كنتاكي.
في أوكلاهوما توفي شخصان على الأقل على طريق وفقا للوكالة المسؤولة عن إدارة الطوارئ في تلك الولاية.
وفي ولاية أوهايو أدى تصادم هائل لنحو خمسين آلية على طريق سريع إلى مقتل شخص واحد على الأقل حسب وسائل الإعلام المحلية.
في ميشيغن، قطعت حركة المرور على أحد الطرق السريعة صباح الجمعة بسبب حادث لتسع قاطرات.
هذه العاصفة النادرة في شدتها نجمت عن تصادم كتلتين هوائيتين إحداهما شديدة البرودة من القطب الشمالي والأخرى مدارية من خليج المكسيك، تفاقم بسبب انخفاض الضغط الجوي بسرعة كبيرة في أقل من 24 ساعة.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية في بافالو إن هذا النوع من العواصف يحدث “مرة واحدة فقط في كل جيل”.
في شيكاغو حيث تدنت الحرارة إلى حوالى 20 درجة مئوية تحت الصفر خلال نهار الجمعة، كانت منظمة “نايت مينيستري” لمساعدة المشردين قلقة بشأن عدد الأسرّة التي تؤمنها المدينة، مؤكدة أنها غير كافية.
وصرح الميجور كالب سين المسؤول في منظمة جيش الخلاص في شيكاغو لوكالة فرانس برس إن “بعض الأشخاص الذين نستقبلهم أصبحوا مشردين هذا العام”. وأضاف أن “البعض خائفون لأن هذه هي المرة الأولى التي يصبحون فيها تحت رحمة الطبيعة من دون أي مكان يذهبون إليه”.
وتواجه كندا أيضا هذه الظاهرة مع تحذيرات من البرد والعواصف وحتى العواصف الثلجية في الجزء الأكبر من أراضي البلاد.
لكن لم يمنع تدني درجات الحرارة جينيفر كامبل من التسوق في اللحظة الأخيرة بمناسبة عيد الميلاد في وسط مدينة تورونتو.
وقالت هذه السائحة التي جاءت من أونتاريو “لدينا عواصف كبيرة بانتظام ونتكيف”. “نحن كنديون إنها طريقتنا في القيام بذلك”.