اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي، أن المعنى الدستوري لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي حكومة تصريف أعمال بالمعنى الضيق، إذ تجتمع من أجل أي عمل طارئ، لا أن تعقد جلسات حكومية وتضع جدول أعمال، داعياً الى “عقد دورات انتخابية مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية”. واعتبر أن “الهدف من تعطيل جلسات انتخاب الرئيس هي للترهيب والترغيب، للإتيان برئيس جمهورية ليس من نتاج المسار الانتخابي والديموقراطي”.
وقال حبشي، في تصريح لـ”الأنباء”، إن “أي عمل طارئ أو استثنائي، يفرض ان تجتمع الحكومة من أجله، وشؤون الناس تدخل في إطار تصريف الأعمال، ولكن ليس كما جرى في الجلسة الحكومية التي عقدت، ويمكن الاجتماع من أجل البند الطارئ من خلال مرسوم جوال، مذكرا انه أثناء تلاوة رسالة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون خلال جلسة مجلس النواب، سأل رئيس المجلس نبيه بري وبشكل واضح رئيس الحكومة عن هذا الأمر، فأجابه ميقاتي بأنه لن يعقد جلسة لمجلس الوزراء إلا بعد التشاور مع كل الأفرقاء وموافقتهم، ولكن للأسف هذا ما لم يحصل”.
وأضاف، “الأخطر من ذلك ما يجري بالتزامن، إن في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء، فالتعطيل الذي يجري في مجلس النواب والاستمرار بهذه الطريقة يوقعنا بدائرة الفراغ أكثر، إذ باتت عملية انتخاب رئيس الجمهورية وكأنها مسألة ثانوية وعادية، لذلك فالمطلوب اليوم، وقبل أي عمل آخر، انتخاب رئيس جمهورية، لأن القوانين التي ستصدر تتطلب توقيع الوزراء 24 في حال عدم وجود رئيس الجمهورية، فالأفضل ان نذهب الى انتخاب رئيس السلطة الإجرائية، حتى نكون نتجه نحو مدخل حقيقي لحل الأزمة اللبنانية”.
وردا على سؤال حول من المستفيد من التعطيل، قال حبشي، إنه “ما من شك انه من ناحية الادارة السياسية، ان حزب الله هو من يدير مسألة التعطيل، الذي لدينا معه تجارب سابقة وقاسية، فالتعطيل يعني انه يأخذ الوقت للترهيب والترغيب للإتيان برئيس جمهورية ليس من نتاج المسار الانتخابي او الديموقراطي”.
واكد على “بذل جميع الجهود والوسائل الديموقراطية لمنع هذا الأمر، رافضا أي تحرك خارج المسائل الديموقراطية، لأننا لا نريد عودة للفوضى للبنان”.
وعن مراهنة بعض الأفرقاء على العامل الخارجي، قال إن “الدستور اللبناني مستوحى من الدستور الفرنسي، والكل يعلم التواصل الحاصل بين فرنسا وحزب الله، لذلك بدل ان نطلب من فرنسا التدخل والتحرك للتوافق على رئيس، فلنرى كيف عالجوا أزمتهم في فرنسا عبر دستورهم. لقد عقدوا في العام 1956، وخلال ستة أيام، 13 دورة متتالية حتى انتخبوا رئيسا للجمهورية، للأسف ان محور الممانعة يتهمنا اننا ننتظر إشارة من الخارج، لكن يبدو ان هذا المحور هو من يدعو الخارج للتدخل في الشأن اللبناني وليس النواب الذين يحضرون الى مجلس النواب لتأمين نصاب الانتخاب، وأكبر دليل على ذلك وضعهم الورقة البيضاء في صندوق الاقتراع في المجلس لتعطيل وإسقاط جلسة انتخاب الرئيس، وإذا استمر التعطيل على هذا المنوال فأنا غير متفائل ابدا بانتخاب رئيس جمهورية في الوقت القريب، مؤكدا ان مسؤولية ضبط الإيقاع والانتظام العام داخل مجلس النواب هي مسؤولية رئيس مجلس النواب نبيه بري، داعيا الى دورات انتخابية مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية، معتبرا ان الإشكالية الحقيقية ليست اسم المرشح، بل باستراتيجية وادارة التعطيل التي يتبعها محور الممانعة والمايسترو السياسي في محور الممانعة هو حزب الله”، داعياً “حزب الله الى كسر ارادة التعطيل والاعلان عن مرشحه لوقف التعطيل”.