اعتبر عضو تكتّل الجمهورية القوية بيار بو عاصي، أنّ الحرص الذي يدّعيه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على موقع رئاسة الجمهورية يجب أن يكون عبر الالتزام بالقواعد الديمقراطية والأخلاقيّة لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، من خلال تطبيق الدستور وحضور جلسات انتخاب الرئيس وعدم تعطيل نصاب انعقادها، والمشاركة الفاعلة في هذه العمليّة من أجل تمكين أيٍّ من المرشحين من الحصول على الأصوات المطلوبة لانتخابه (65 صوتاً).
ورأى بو عاصي في حديث عبر “نداء الوطن” أنّ “القوى السياسيّة التي تتجاهل مقاربة الاستحقاق الرئاسي من هذا الإطار، أي التيار الوطني الحرّ وشريكه في الجريمة حزب الله، تفقد قدرة ادّعاء الحرص على الشراكة، وموقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس، لأنّها تعمد إلى اغتيال ممنهج للثقافة الديمقراطية التي ميّزت لبنان كمساحة حريّة في محيطه منذ الاستقلال حتى اليوم. ومع التأكيد على أنّ الثقافة الديمقراطية تشكّل ضمانة لجميع اللبنانيين، والمسيحيين بشكل أدقّ، إعتبر أن “الشراكة القائمة على المصلحة، والتي تجلّت راهناً في الإشكاليّة المستجدّة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، لا يمكن وضعها أو مقاربتها في إطار تأمين المصلحة الوطنية العليا، نظراً لأنّ الهدف الأساسي لحزب الله من اتفاق مار مخايل، إرتكز على قيام التيار الوطني الحر بتأمين الغطاء لسلاحه وسياساته الداخلية الإقليمية، الكارثيّة على لبنان، مقابل أن يحظى “التيار” بغطاء ودعم حزب الله لمكاسبه في السلطة بعيداً عن الشراكة والمصلحة الوطنية العليا”.
ومع الإتّضاح أنّ هذا التحالف يخدم المكوّنات المتحالفة دون سواها، رفض بو عاصي الاستمرار في “غش” الرأي العام والقول إنّه يخدم الصالح العام، والمصلحة الوطنية العليا، في حين أنّ تداعياته أدت إلى انهيار المؤسسات والاقتصاد، وعرقلة انتظام عمل المؤسسات التي تشكّل المدخل الأساسي للدفاع عن المصلحة الوطنية العليا، وخدمة المواطنين ومصالحهم الذين أصبحوا في حالة يرثى لها.
وشدّد على أنّ الحرص على حقوق المسيحيين بالدرجة الأولى يكون من خلال تكريس الثقافة الديمقراطية، وتقديس السيادة في لبنان وعدم المساومة على هذا المبدأ، وعدم وجود أي تحالفٍ ما بين سلاح يحمي الفساد، وفساد يغطي السلاح، والذهاب نحو الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد… ما من شأنه أن يضمن حقوق المسيحيين، وكافة اللبنانيين”.